السبت، 6 أغسطس 2022

ذكر دنو الساعة واقترابها وأنها آتية لا ريب فيها، وأنها لا تأتي إلا بغتة، ولا يعلم وقتها على التعيين إلا الله سبحانه +ذ كر زوال الدنيا وإقبال الآخرة

 

ذكر دنو الساعة واقترابها وأنها آتية لا ريب فيها، وأنها لا تأتي إلا بغتة، ولا يعلم وقتها على التعيين إلا الله سبحانه


قال الله تعالى: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون [الأنبياء: 1]. وقال تعالى: أتى أمر الله فلا تستعجلوه [النحل: 1]. وقال: يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا [الأحزاب: 63]. وقال تعالى: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج. إلى قوله: يبصرونهم [المعارج: 1 - 11]. وقال تعالى: اقتربت الساعة وانشق القمر [القمر: 1]. وقال تعالى: ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين [يونس: 45]. وقال تعالى: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها [النازعات: 46]. وقال تعالى: [ص:298] الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد [الشورى: 17، 18]. وقال تعالى: يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا [طه: 102] الآيات. وقال تعالى: قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون [المؤمنون: 112 - 114]. وقال تعالى: يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون [الأعراف: 187]. وقال تعالى: يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها [النازعات: 42 - 44]. وقال تعالى: إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى [طه: 15، 16]. وقال تعالى: بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون [النمل: 66]. وقال تعالى: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير [لقمان: 34].

ولهذا لما سأل جبريل رسول الله ﷺ عن الساعة، قال له«ما المسئول عنها بأعلم من السائل». يعني قد استوى فيها علم كل مسئول وسائل بطريق الأولى والأحرى " لأنه إن كانت الألف واللام في المسئول والسائل للعهد [ص:299] عائدة عليه وعلى جبريل، فكل أحد ممن سواهما لا يعلم ذلك بطريق الأولى والأحرى، وإن كانت للجنس عمت بطريق اللفظ. والله أعلم.

ثم ذكر النبي ﷺ له شيئا من أشراط الساعة، ثم قال: «في خمس لا يعلمهن إلا الله». ثم قرأ: ﴿إن الله عنده علم الساعة﴾ الآية.

وقال تعالى: ويستنبئونك أحق هو قل أي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين [يونس: 53]. وقال تعالى: وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم [سبأ: 3 - 5].

فهذه ثلاث آيات أمر الله سبحانه رسوله أن يقسم به فيهن على إتيان المعاد، وإعادة الخلق، وجمعهم ليوم لا ريب فيه، وليس لهن رابعة مثلهن، ولكن في معناهن كثير; قال تعالى: [ص:300] وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون [النحل: 38 - 40].

وقال تعالى: ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة [لقمان: 28]. وقال تعالى: إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون [غافر: 59]. وقال تعالى: أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها [النازعات: 27]. إلى آخر السورة. وقال تعالى: قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا [الإسراء: 50 - 52]. وقال تعالى: ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا [الإسراء: 97 - 99]. وقال تعالى: أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين [يس: 77]. إلى آخر السورة.

وقال تعالى: أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير [الأحقاف: 33] وقال تعالى: ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون. الآيات الثلاث إلى [ص:301] وهو العزيز الحكيم [الروم: 25 - 27].

وقال تعالى: ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور [الحج: 6 - 7]. وقال تعالى: ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير [فصلت: 39].

وقال تعالى: ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين إلى قوله: ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين [المؤمنون: 12 - 17]. فيستدل تعالى بإحياء الأرض الميتة على إحياء الأجساد بعد موتها وفنائها وتمزقها، وصيرورتها ترابا وعظاما ورفاتا، وكذلك يستدل ببدأة الخلق على إعادة النشأة الآخرة، كما قال تعالى: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه [الروم: 127] وقال تعالى: قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير [العنكبوت: 20]. وقال تعالى: والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون [الزخرف: 11]. وقال تعالى: والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور [فاطر: 9]. وفي " الأعراف ": كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون [الأعراف: 57]. وقال تعالى: [ص:302] فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر [الطارق: 5 - 9]. وكذلك سورة " ق " من أولها إلى آخرها فيها ذكر بعث ونشور، وكذلك سورة " الواقعة "، والقرآن كله طافح بهذا، ولا تبديل لكلمات الله.

وقال تعالى: نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا [الإنسان: 28]. وقال تعالى: فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين [المعارج: 39 - 41]. وقال تعالى: يقولون أئنا لمردودون في الحافرة أئذا كنا عظاما نخرة قالوا تلك إذا كرة خاسرة فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة [النازعات: 10 - 14]. وسورة " الصافات " فيها آيات كثيرة تدل على المعاد، وكذلك سورة " الكهف " وغيرها.

وقد ذكر الله سبحانه إحياء الموتى، وأنه أحيا قوما بعد موتهم في هذه الحياة الدنيا في سورة " البقرة " ; في خمسة مواضع منها؟ في قصة بني إسرائيل حين قتل بعضهم بعضا لما عبدوا العجل، في أول السورة، فقال تعالى: ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون [البقرة: 56]. وفى قصة البقرة: فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون [البقرة: 73]. فإنه أحيا ذلك الميت لما ضربوه ببعضها. وفى قصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم [ص:303] [البقرة: 243]. وفى قصة الذي: مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه ثم أحيا حماره، والقصة معروفة، فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير [البقرة: 259]. والخامسة قصة إبراهيم، عليه السلام، والطير: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم [البقرة: 260].

وذكر تعالى قصة أصحاب الكهف، وكيف أبقاهم في نومهم ثلاثمائة سنة شمسية، وهي ثلاثمائة وتسع سنين قمرية، وقال فيها: وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها الآية [الكهف: 21]. فجعل سبحانه ذلك دلالة على إحياء الموتى، وإتيان الساعة لا ريب فيها. والله سبحانه أعلم

ذكر زوال الدنيا وإقبال الآخرة


أول شيء يطرق أهل الدنيا بعد وقوع أشراط الساعة نفخة الفزع ; وذلك أن الله سبحانه يأمر إسرافيل فينفخ في الصور نفخة الفزع، فيطولها، فلا يبقى أحد من أهل الأرض ولا السماوات إلا فزع، إلا من شاء الله، ولا يسمعها أحد من أهل الأرض إلا أصغى ليتا ورفع ليتا - أي رفع صفحة عنقه وأمال الأخرى - [ص:304] يستمع هذا الأمر العظيم الذي قد هال الناس وأزعجهم عما كانوا فيه من أمر الدنيا، وشغلهم بها، ووقوع هذا الأمر العظيم.

قال تعالى: ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما يفعلون [النمل: 87، 88].

وقال تعالى: وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق [ص:15]. وقال تعالى: فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير [المدثر: 8 - 10]. وقال تعالى: قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور [الأنعام: 73].

ثم بعد ذلك بمدة يأمر الله تعالى إسرافيل أن ينفخ نفخة الصعق، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم يأمره فينفخ فيه أخرى فيقوم الناس لرب العالمين; كما قال الله تعالى: ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء [الزمر: 68، 69] الآيات إلى آخر السورة. وقال تعالى: ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون [ص:305] [يس: 48، 49] الآيات إلى قوله تعالى: فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون [يس: 67].

وقال تعالى: فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة [النازعات: 13، 14]. وقال تعالى: وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر [الكهف: 99]. وقال تعالى: فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون [المؤمنون: 101].

وقال تعالى: فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة. إلى قوله: لا يأكله إلا الخاطئون [الحاقة: 13 - 37].

وقال تعالى: يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا [النبإ: 18] الآيات.

وقال تعالى: يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا [طه: 102]. الآيات.

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا سليمان التيمي، عن أسلم العجلي، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال أعرابي: يا رسول الله، ما الصور؟ قال: «قرن ينفخ فيه». ثم رواه عن يحيى بن سعيد القطان، عن سليمان بن طرخان التيمي، به.

وأخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي من طرق، عن سليمان التيمي، عن [ص:306] أسلم العجلي، به. وقال الترمذي: حسن، ولا نعرفه إلا من حديث أسلم العجلي.

وقال الإمام أحمد: حدثنا أسباط، حدثنا مطرف، عن عطية، عن ابن عباس في قوله: فإذا نقر في الناقور [المدثر: 8]. قال: قال رسول الله ﷺ: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ ؟». فقال أصحاب محمد ﷺ: يا رسول الله، كيف نقول؟ قال: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا». انفرد به أحمد. وقد رواه أبو كدينة يحيى بن المهلب، عن مطرف، به.

وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن مطرف، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي ﷺ قال: «كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه ينظر متى يؤمر؟» قال المسلمون: يا رسول الله، فما نقول؟ قال: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا». وأخرجه [ص:307] الترمذي، عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، وقال: حسن. ثم رواه من حديث خالد بن طهمان، عن عطية، عن أبي سعيد، به، وحسنه أيضا.

وقال شيخنا أبو الحجاج المزي في " الأطراف ": ورواه إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد. كذا قال رحمه الله، وهكذا رواه أبو بكر بن أبي الدنيا، في كتاب " الأهوال "، فقال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم الصور، وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فينفخ». قلنا: يا رسول الله، ما نقول؟ قال: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل».

وقد قال أبو يعلى الموصلي في مسند أبي هريرة ( أبو صالح، عن أبي هريرة ): حدثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم، حدثني موسى بن أعين الحراني، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - وعن عمران، عن عطية، عن أبي سعيد - قال: قال رسول الله ﷺ: " كيف أنعم - أو: [ص:308] " كيف أنتم ". شك أبو طالب - " وصاحب الصور قد التقم القرن بفيه، وأصغى سمعه، وحنى جبينه، ينتظر متى يؤمر فينفخ ". قالوا: يا رسول الله، ما نقول؟ قال: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا».

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سعد الطائي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: ذكر رسول الله ﷺ صاحب الصور، فقال: «عن يمينه جبريل، وعن يساره ميكائيل، عليهم السلام».

وقال ابن ماجه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عباد بن العوام، عن حجاج، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: «إن صاحبي الصور بأيديهما - أو: في أيديهما - قرنان، يلاحظان النظر متى يؤمران».

وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن التيمي، عن أسلم، عن أبي مرية، عن النبي ﷺ - أو عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ - قال: «النفاخان في السماء الثانية، رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب» - أو قالرأس أحدهما بالمغرب، ورجلاه بالمشرق - ينتظران متى يؤمران ينفخان في الصور، فينفخان». تفرد به أحمد. وأبو مرية هذا اسمه عبد الله بن عمرو [ص:309] العجلي، وليس بالمشهور، ولعل هذين الملكين أحدهما إسرافيل، وهو الذي ينفخ في الصور، كما سيأتي بيانه في حديث الصور بطوله، والآخر هو الذي ينقر في الناقور، وقد يكون الصور والناقور اسم جنس يعم أفرادا كثيرة، أو الألف واللام فيهما للعهد، ويكون لكل واحد منهما أتباع يفعلون كفعله. والله أعلم بالصواب.

وقال ابن أبي الدنيا: أخبرنا عبيد الله بن جرير، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، قال: قال ابن عباس: إن صاحب الصور لم يطرف منذ وكل به، كأن عينيه كوكبان دريان، ينظر تجاه العرش; مخافة أن يؤمر أن ينفخ فيه قبل أن يرتد إليه طرفه.

وحدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر مشكدانة، حدثنا مروان بن معاوية، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أطرف صاحب الصور منذ وكل به، مستعد، ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان دريان». 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق