الثلاثاء، 16 أغسطس 2022

القصاص للشيخ محمد حسان


بسم اللـه الرحمن الرحيم 

القصاص

 --

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .

 

من يهده اللـه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ...

 

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللـه حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } . [ آل عمران - 102 ] .

 

{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللـه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللـه كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } . [ النساء -1 ] .

 

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللـه وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـالَكُمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللـه وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }[ الأحزاب -70 ، 71 ] 

أما بعــــد : 

فإن أصدق الحديث كتاب اللـه وخير الهدى هدى محمد r =صلي الله عليه وسلم  وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار .

 

أحبتى فى اللـه :

 

نحن اليوم بتوفيق اللـه جل وعلا على موعد مع اللقاء السادس عشر من لقاءت هذه السلسلة العلمية الكريمة  .

 

تذكر معى أخى فى اللـه أننا كنا قد توقفنا بمشيئة اللـه جل وعلا فى اللقاءت الثلاثة الماضية مع مشهد الحساب، وتعرفنا على أهم قواعد العدل التى يحاسب اللـه بها عبادة يوم القيامة، وتعرفنا على أول أمة ستقف بين يدى اللـه للحساب، وتعرفنا على أول من يقضى اللـه بينهم، وتعرفنا على أول ما يحاسب علية العبد بين يدى اللـه، فإذا فرغ اللـه جل وعلا من حساب العباد فيما يتعلق بحقوقه أذن لدواوين المظاليم أن تنصب للقصاص وأداء الحقوق، وهذا هو موضعنا اليوم مع حضراتكم بإذن اللـه تعالى.

 

وكما تعودنا حتى لا ينسحب بساط الوقت من بين أيدينا سريعا فسوف أركز الحديث مع حضراتكم فى هذا الموضوع الخطير فى العناصر التالية  :-

 

أولاً     : القصاص بين البهائم  .

 

ثانياً : القصاص بين العباد  .

 

ثالثاً  :  حرمة الدماء .

 

رابعاً :  القصاص بين المؤمنين .

 

أخى فى اللـه أعرنى قلبك وسمعك وجوارحك جيدا فإن الموضوع جد خطير ، واللـه أسال أن يجعلنى وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم اللـه وأولئك هم أولو الألباب .

 

 

 

أولاً  : القصاص بين البهائم

 

 

 

فى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى اللـه عنه أن النبىr قال :

 

(( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة )) وفى رواية (( لتأدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء(·)من الشاة القرناء ))([1]) .

 

تدبر أيها المسلم وإياك أن تغفل .

 

وفى مسند أحمد بسند صحيح من حديث أبى ذر رضى اللـه عنه أن النبى r رأى شاتين تنتطحان فقال المصطفى r لأبى ذر (( هل تدرى فيما تنتطحان ؟ )) قال : لا قال المصطفى r : (( ولكن اللـه يدرى وسيقضى بينهما يوم القيامة )) ([2]) .

 

أيها المسلمون : إن القول بحشر البهائم والدواب والقصاص لبعضها من بعض يوم القيامة هو الحق الذى ندين لله به .

 

وهذا هو ما ذهب إليه جمهور أهل السنة ، فلا ينبغى البتة أن ترد الأحاديث الصحيحة الواردة فى هذا الباب بدعوى أن العقل لا يستوعب القصاص بين الدواب  .

 

قال الإمام النووى رحمه اللـه : إذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجراءه على ظاهره مانع من عقل أو شرع وجب أن تحمله على ظاهره ، فلا ينبغى على الإطلاق تأول هذه الأحاديث ليرد هذا الحكم آلا وهو حكم القصاص بين البهائم والدواب ، فإن قيل الشاه غير مكلفة لاعقل لها فكيف يقتص منها يوم القيامة الجواب نقول قال تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ }

 

[هود : 107 ]

 

وقال تعالى { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }  [الأنبياء : 23] .

 

وليعلم العباد علم اليقين أن الحقوق لا تضيع عند اللـه جل وعلا فإن كان هذا هو حال الحيوانات والبهائم والدواب ، فكيف بذوى الألباب والعقول من الشريف والوضيع والقوى والضعيف والكبير والصغير  ؟!!!

 

أإذا كان اللـه يأخذ الحق للدواب والبهائم والحيوانات فهل يترك اللـه حق العباد وبصفة خاصة حق من وحدوا رب الأرض والسموات ؟!!

 

 

 

ثانياً  : القصاص بين العباد يوم القيامة

 

 

 

أحبتى فى اللـه :

 

لا يظن أحد أن ظلمه للعباد من ضرب أو سب أو شتم أو تزوير أو أكل مال بالباطل أو أكل مال يتيم أو استهزاء أو سخرية أو غيبة أو نميمة أو جرح كرامة سيضيع سدى !!

 

كلا كلا !! بل أن الظلم ظلمات يوم القيامة  ، أما واللـه إن الظلم شؤم ولازال المسيىء هو الظلم

 

ســتعلم ياظلــوم غداً إذا       التقينا عند الإله من الملموم ؟!

 

يا من دعاك منصبك .. يا من دعاك كرسيك .. يا من دعتك صحتك.. يا من دعتك قوتك وقدرتك على ظلم الضعفاء والفقراء والمستضعفين من العباد تذكر قدرة اللـه جل وعلا ، واعلم يقينا بأن الملك هو الذى سيقتص للمظلوم من الظالمين فاحذر الظلم بجميع أنواعه سواء صغيراً أو كبيرا فإنه ظلمات يوم القيامة .

 

لا تظن إذا كنـــــت مقتدرا

 

 

 

 

 

فالظلــم ترجع عقباه إلى الندم

 

تنام عيناك والمظلـوم منتبـــه

 

 

 

 

 

يدعو عليك وعيـــن الله لم تنم

 

ففى الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبى r لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن وصاه بالوصايا الغالية ، وكان من بين هذه الوصايا أن قال له المصطفى r  : ((  اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين اللـه حجاب )) ([3]) .

 

انتبهوا أيها الأحباب إن دعوة المظلوم ترفع إلى اللـه دون حاجب فهى تصعد مباشرة  ، ولذلك ورد فى الصحيحين من حديث أبى موسى الأشعرى أن الحبيب النبىr قال :

 

(( أن اللـه ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )) .

 

وقرأ النبى r قول اللـه تعالى { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إذا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [ هود : 102] ([4])

 

قد يغتر الظالم بظلمه سنوات وهو يظلم عباد اللـه ، واللـه يمهله واللـه يستره بستره وبحلمه عليه فيتمادى الظالم فى غيه وظلمه ونسى هذا المسكين أن اللـه يمهل ولا يهمل .

 

أين الجبابرة ؟! .. أين الأكاسرة ؟! .. أين القياصرة ؟! .. أين الفراعنة أين الطغاة ؟! .. أين الظالمون وأين التابعون لهم الغى ؟! .. بل أين فرعون وهامان وقارون ؟!

 

أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم ؟!

 

 

 

 

 

وذكرهـم فى الورى ظلم وطغيان

 

هل أبقى الموت ذا عــز لعزته

 

 

 

 

 

أونجى منـه بالســلطان انسان

 

لا والذى خلق الأكوان مـن عدم

 

 

 

 

 

الكل يفنى فـلا إنـس ولا جـان

 

حذر النبى r الأمة من عاقبة الظلم ، تدبروا معى جيدا هذا الحديث الرقراق الذى رواه ابن ماجة وابن حبان والبيهقى وأبى يعلى الموصلى والحديث حسن بشواهده من حديث جابر بن عبد اللـه رضى اللـه عنهما أن النبى r قال لأصحابه لما رجعت مهاجرة الحبشة عام الفتح إلى رسول اللـه قال لهم :

 

(( ألا تحدثونى بأعاجيب ما رأيتم فى الحبشة )) فقال فتية منهم : بلى يا رسول اللـه ، بينما نحن جالسون مرت بنا عجوز من عجائز رهابانهم تحمل قلة ماء على رأسها ، فمرت هذه العجوز على فتى منهم فقام الفتى ووضع إحدى كفيه بين كتفيها ودفعها وخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها ، فلما ارتفعت وقعت التفت إلى الشاب وقالت له سوف تعلم يا غدر إذا وضع اللـه الكرسى وجمع اللـه الأولين والآخرين وتكلمت الأيدى والأرجل بما كانوا يكسبون فقال المصطفى r ((صدقت ، صدقت ، كيف يقدس اللـه أمة لا يأخذ لضعيفهم من شديدهم  )) .

 

إى وربى كيف يقدس اللـه أمة لا يأخذ من شديدهم لضعيفهم ؟! إى وربى كيف يقدس اللـه أمة لا تحترم فيها الكرمات ؟! لا تصان فيها الأعراض والأنساب ؟! كيف يقدس اللـه أمة تسفك فيها الدماء ويتهم فيها البرىء ويبرأ فيها الظالم ؟!

 

أمة بهذه الأخلاقيات الفاسدة محكوم عليها فى الدنيا بالدمار ومحكوم على أفرادها من أهل الظلم فى الآخرة بالنار .

 

أيها المسلمون حذر النبى r من عاقبة الظلم يوم القيامة ، فأمر الظالمين أن يتحللوا فى الدنيا قبل الآخرة من المظالم .

 

تدبر كلام رسول اللـه r ففى صحيح البخارى من حديث أبى هريره رضى اللـه عنه ، النبى r قال :

 

(( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شىء منه فليتحلله منه اليوم من قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، وإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه ، فحمل عليه )) ([5]) .

 

يا عباد اللـه قد يستطيع الظالم الآن أن يفلت بطريق أو بآخر ، ولكن الظالم لن يفلت يوم القيامة فمحال أن يدخل أحد الجنة وعنده مظلمة لمسلم أو عنده مظلمة لأحد ، لابد أن يطهر اللـه أهل الظلم حتى لو كانوا من أهل التوحيد والإيمان فى أرض الموقف فى ساحة الحساب على بساط العدل بين يدى الرب جل وعلا ، فمن كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منها اليوم ، اذهب إلى أخيك وتحلل من المظلمة أيا كانت ، كأخذ مال بظلم أو غيبة أو نميمة أو إساءة جوار أو جرح كرامة أو انتهاك عرض أو سب أو قذف أو شتم أو غش فى بيع أو شراء أو فى أى صورة من صور الظلم اذهب إلى من له المظلمة وتحلل منها الآن قبل أن تقف بين يدى الملك العدل جل جلاله لذلك سأل النبى r يوما أصحابه كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة فقال : (( أتدرون من المفلس ؟ )) قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال : (( إن المفلس من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم يطرح فى النار )) ([6]) .

 

اللـهم سلم سلم !! اللـهم سلم سلم !!

 

أيها الموحدون باللـه عليكم تدبروا هذا الحديث جيدا وأن تعيشوا معه بالقلوب والوجدان ، فإن المشهد يخلغ القلب لو تدبرناه وعياناه ، لقد صلى وزكى وصام بنص الحديث ولكن مع ذلك يدخل النار لما ؟! لأنه لم يمسك لسانه لأنه .. لم يكف يده .. لأنه استغل منصبه وكرسيه فى ظلم العباد وفى إحراج وإهانة خلق اللـه من الضعفاء المستضعفين !!

 

أستحلفكم باللـه أن تتدبروا هذا الحديث وأن تعيشوا معه بالقلوب والوجدان ، فإن الحديث يكاد يخلع القلب إن تدبرناه وعياناه ، تصوروا معى هذا المشهد فى أرض المحشر ها هو الظالم فى أرض المحشر يقف بين يدى اللـه فى ذل وخشوع وانكسار ، شخص ببصره لا يرتد لأعلى ولا لأسفل ولا يمنة ولا يسرة بل قفز قلبه من جوفه ، الشمس فوق الروؤس تكاد تصهر العظام والزحام يكاد يخنق الأنفاس ، والعرق يكاد يغرق الناس وجهنم أتى بها لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها تظفر وتذمجر غضباً منها لغضب الجبار جل وعلا  .

 

لأن اللـه قد غضب هذا اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله .

 

وفى هذه اللحظات !! وفى هذا الكربات !! ومع هذا الهول العصيب!! يرى الظالم وقد أحيط بمجموعه من الناس .. يا ترى من هؤلاء ؟ هؤلاء هم الذين ظلمهم فى الدنيا ، فها هو ظلم من ظلم وقد نسى ، فها هم المظلومون يظهروا له يوم القيامة ، ويتعلقون به ويجرونه جراً ليقفوه بين يدى اللـه جل وعلا ، هذا يجره من ظهره ‍‍‍ وهذا يجره من لحيته وهذا يجره من يمينه وهذا يجره من يساره .

 

فإذا أوقفوه بين يدى الملك وأذن اللـه لدواوين المظالم أن تنصب وللقصاص أن يبدأ ، يقول هذا : يارب هذا شتمنى ، والأخر يقول يارب وهذا ظلمنى ، والأخر يقول : يارب هذا اغتابنى ، والأخر يقول :  يارب هذا غشنى فى البيع والشراء ، والآخر يقول: يارب هذا وجدنى مظلوماً وكان قادراً على دفع الظلم فجامل ونافق الظالم وتركنى ، والأخر يقول : يارب هذا جاورنى فأساء جوارى  .

 

سترى كل من ظلمته فى الدنيا نسيته ، أو تذكرته متعلقاً بك بين يدى الملك جل وعلا يطالب بحقه ، وأنت واقف يا مسكين ما أشد حسرتك فى هذه اللحظات وأنت واقف على بساط العدل بين يدى رب الأرض والسموات ، إذا شفهت بخطاب السيئات وأنت مفلس عاجز فقير مهين لاتملك درهماً ولا ديناراً ، لا تستطيع أن ترد حقاً ولا تملك أن تبدى عذراً ، فيقال : خذوا من حسناته ، فتنظر إلى صحيفتك التى بين يديك فتراها قد خلت من الحسنات التى تعبت فى تحصيلها طوال عمرك ، فتصرخ وتقول: أين حسناتى ؟! أين صلاتى ؟! أين زكاتى؟! أين دعوتى ؟! أين علمى ؟! أين قرآنى ؟! أين برى ؟! أين طاعتى ؟! أين عملى الصالح ؟! أين ؟! أين ؟! أين ....؟!

 

أتعرف أين هى يا مسكين ؟! لقد نقلت إلى صحائف من ظلمتهم فى الدنيا والآن فنيت حسناتك ، وبقى أهل الحقوق ينادون على اللـه جل وعلا أن يعطيهم حقوقهم من الظالم ، فيأمر الحق سبحانه أن تأخذ من سيئات من ظلمتهم فى دنياك لتطرح عليك فتنظر إلى صحيفتك فترى الصحيفة قد شحنت بالسيئات ، فتصرخ وتقول : يارب هذه سيئات واللـه ما اقرفتها واللـه ، فيقال لك : نعم إنها سيئات من ظلمتهم فى الدنيا من خلق اللـه ومن عباد اللـه ، فتمد عنق الرجاء إلى سيدك ومولاك لعلك تنجو فى هذه اللحظات ولست بناج ، لأن اللـه قد حرم الظلم على نفسه وحرم الظلم بين العباد ، فيقرع النداء سمعك ويخلع النداء قلبك كما قال الحق تبارك وتعالى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ(42)مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ(43)وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ(44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ(45)وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ(46)فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ(47)يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(48)وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ(49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ(50)لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(51)هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [ إبراهيم : 42 - 52 ]

 

أيها الظالم : أيها اللاهى : أيها الساهى :

 

مثل لنفسك أيها المغرور

إذا كورت شمس النهاروأدنيت

وإذا النجوم تساقطت وتناثرت

وإذا الجبال تقلعت بأصولها

وإذا البحار تفجرت نيرانها

وإذا العشارتعطلت وتخربت

وإذا الوحوش لدى القيامة أحشرت

وإذا الجليل طوى السماء بيمينه

وإذا الصحائف نشرت وتطايرت

وإذا الوليد بأمه متعلق

هذا بلا ذنب يخاف جناية

وإذا الجحيم تسعرت نيرانها

وإذا الجنــان تزخرفت وتطيبت

 

 

 

 

 

يوم القيامة والسماء تمور

حتى على رأس العباد تسير

وتبدلت بعد الضياء كدور

فرأيتها مثل السحاب تسير

فرأيتها مثل الجحيم تفور

وخلت الديار فما بها معمور

وتقول للأملاك أين تسير

طى السجل كتابه المنشور

وتهتكت للعالمين سطور

يخشى القصاص وقلبه مذعور

كيف المصر على الذنوب دهور؟

ولها على أهل الذنوب زفير

لفتاً على طول البـــلاء صبور

 

أيها المسلمون اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، فسوف يقتص الملك العدل الحكيم العليم الخبير للمظلومين ، فى يوم لاينفع فيه مال ولا بنون ، وإنما أخذ من الحسنات ورد من السيئات .

 

أيهـا المظلـوم صبراً لا تهـن

 

 

 

 

 

إن عين اللــه يقظــى لا تنام

 

نم قرير العين واهنــأ خاطـراً

 

 

 

 

 

فعدل اللـه دائــــم بين الأنام

 

ومن أعظم الأمور عند الملك ، ومن أظلم الظلم سفك الدم بغير صله وهذا هو عنصرنا الثالث .

 

 

 

ثالثاً : حرمة الدماء

 

 

 

إن حرمة الدماء عند اللـه عظيمة ، لذا كان أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة فى الدماء .

 

ففى الصحيحين من حديث ابن مسعود أن النبى r قال :

 

(( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة فى الدماء )) ([7]) .

 

أرجو أن ينتبه إخواننا إذ أنه لا تعارض بين هذا الحديث :

 

(( أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة فى الدماء )) .

 

وبين الحديث الصحيح الذى رواه أصحاب السنن وفيه يقول المصطفى r :

 

(( أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة )) ([8]) .

 

إذاً كيف نزيل هذا التعارض بين الحديثين ؟!

 

قال أهل العلم : أما الصلاة هى أول حق لله يقضى اللـه فيه ، وأما الدماء هو أول حق يقضى اللـه فيه للعباد ، ولذلك جمعت رواية النسائى بين الأمرين فى لفظ واحد فقال المصطفى r :

 

(( أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة وأول ما يقضى فيه بين العباد فى الدماء  )) .

 

فاللـه هو خالق الإنسان وواهب الحياة له ، فلا يجوز لأحد أن يسلب الحياة إلا خالقها وواهبها ، أو بأمر شرعه هو سبحانه وتعالى فى نطاق الحدود ، يقول اللـه عز وجل : { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ }                       [الأنعام : 151] .

 

واللـه لو سمعت الأمة هذه الأحاديث التى سأذكرها الآن ما رأينا هذه البرك من الدماء هنا وهناك ، إذ أننا نرى الآن الدماء لا حرمة لها ، يُقتل كل يوم العشرات بل المئات بل الألوف بدون مبالغة وهذه من علامات الساعة كما قال الصادق المصدوق r (( بين يدى الساعة يكثر الهرج )) قالوا:  وما الهرج يارسول اللـه قال (( القتل القتل )) ([9]) وفى لفظ (( لا يدرى القاتل فيما قتل ولا يدرى المقتول فيما قتل )) .

 

اللـه عز وجل يقول : { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ }

 

[ الأنعام : 151]

 

وهذا الحق واضح محدود لاغموض فيه ولا لبس ، حدده المصطفى فقال والحديث رواه البخارى ومسلم من حديث ابن مسعود قال r :

 

(( لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا اللـه إلا اللـه وأن محمد رسول اللـه إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزانى ، و النفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة )) ([10]) هذه هى الحالات الثلاثة التى يحل فيها دم المسلم .

 

 

 

الحالة الأولى : القصاص ( النفس بالنفس )

 

 

 

والقصاص يقوم به ولى أمر المسلم ، أو من ينوب عنه ، إذ أن الأمر ليس متروكاً للأفراد حتى يتحول المجتمع إلى فوضى ، القصاص فيه  حياة المجتمع ، فإن القاتل إن علم أنه سيقتل سيفكر ألف مرة قبل أن يتطاول على النفس التى خلقها رب الأرض والسماء ، لذا نجد أن حياة المجتمع فى القصاص أليس اللـه هو القائل : { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}                        [ البقرة : 179 ] .

 

والله لو وقفتم على حجم القضايا التى عُرضت على المحاكم فى العام الماضى لانخلعت القلوب ، فإن عدد القضايا أمام المحاكم زاد على ثلاثين مليون من القضايا ، وهذا عدد ضخم ما يقرب من نصف هذا الشعب ترى لما ؟! لأن الجدود ضاعت ، لأن الظالم أو القاتل يستطيع بماله أو بسلطانه أن يقدم رشوه لرجل فاسق ضال مضل ويخرج من جريمته النكراء ، والأمم لا تضيع إلا بهذه المجاملات الباطلة .

 

قال النى r لأسامة يوم أن تقدم ليشفع فى امرأة مخزومية شريفة سرقت (( واللـه لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها أنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد )) ([11]) .

 

 

 

 

 

الحالة الثانية : الثيب الزانى

 

 

 

الثيب : هو المحصن الذى رزقه اللـه بزوجة فى الحلال الطيب ، فترك زوجته فى الحلال ، وراح يرتع فى مستنقع الرذيلة الآثم العفن ، فدنس العرض وانتهك الشرف ، فهذا يقتل رجماً حتى الموت ، وقد يستصعب الإنسان منا هذا الحكم ، ولكنه سيقول يقتل ثم يقتل ثم يقتل إن مست كرامته أو انتهك عرضه أو دنس شرفه .

 

 

 

الحالة الثالثة : الردة

 

 

 

إن الذى يترك دين الإسلام بعد أن منَّ اللـه به عليه ، هذا يقتل لقول النبى r كما فى صحيح البخارى من حديث ابن عباس :

 

(( من بدل دينه فاقتلوه )) ([12]) .

 

ولقول النبى r فى الحديث الذى نحن بصدده :

 

(( التارك لدينه المفارق للجماعة )) .

 

هذه هى الحالات الثلاثة التى يجوز فيها لولى الأمر المسلم ، أو من ينوب عنه أن يسفك الدم فى حدود الشرع التى حددها اللـه جل وعلا .

 

أما فيما عدا ذلك فإن قتل النفس البريئة أمر تشيب له الرؤوس .

 

اسمع وتدبر قول اللـه: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا }  [ النساء : 93 ]

 

اللـه أكبر !! انظروا إلى حرمة الدماء !

 

فى صحيح البخارى من حديث ابن عمر أن الحبيب النبى r قال :

 

(( لا يزال المؤمن فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً )) قال : وقال ابن عمر (( إن من ورطات الأمور التى لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حل )) ([13]) .

 

وفى الحديث الذى رواه أحمد وأبو داود والحاكم والنسائى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع أن الحبيب النبى r قال :

 

(( كل ذنب عسى اللـه أن يغفره إلا الرجل يموت كافراً أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً )) ([14]) .

 

وفى الحديث الذى رواه النسـائى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع من حديث بريدة أنه r قال :

 

(( قتل المؤمن أعظم عند اللـه من زوال الدنيا )) ([15]) .

 

وفى الحديث الذى رواه النسائى والبخارى فى التاريخ وصححه الألبانى من حديث عمر بن الحمق الخذاعى أن الحبيب النبى r قال :

 

(( من أمن رجلاً على دمه فقتله فإنا بريء من القاتل وإذا كان المقتول كافراً )) ([16]) .

 

هذه حرمة الدماء عند رب الأرض والسموات ، لذلك كانت الدماء هى أول شىء يقضى فيه اللـه بين العباد .

 

بل اسمع إلى هذا الحديث البليغ العجيب لمشهد القتيل مع قاتله فى أرض المحشر ، والحديث رواه النسائى بسند حسن يقول النبى r : (( يجئ المقتول متعلقاً بالقاتل يوم القيامة وأوداجه تشخب (·) دما بين يدى اللـه فيقول : يارب ! سل هذا فيما قتلنى ؟ حتى يدنيه من العرش )) فذكرو لابن عباس التوبة ، فتلى هذه الآية : { وَمن يَقتُل مُؤمِنًا متَعَمِّدًا }  قال : (( ما نســخت هــذه الآية ولا بدلت ، وأنى له التوبة ؟ )) ([17]) .

 

 

 

رابعاً  : القصاص بين المؤمنين

 

 

 

هل يحدث قصاص بين أهل التوحيد والإيمان ؟!!

 

نعم.. نعم.. ألم أقل لك أيها الأخ الكريم أنه لن يدخل الجنة أحد ولو كان موحداً لله مطيعاً لله متبعا لرسول اللـه أبداً ، وعنده مظلمة لأخيه .

 

اسمع لحبيبك النبى محمد r هذا الحديث الذى رواه البخارى من حديث أبى سعيد الخدرى رضى اللـه عنه أن النبى r قال :

 

(( إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيتقاضون مظالم كانت بينهم فى الدنيا ، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بالدخول إلى الجنة ، فو الذى نفس محمد بيده ، لأحدكم بمسكنه فى الجنة أدل بمنزله كان فى الدنيا )) ([18]) .

 

أيها الأحبة الكرام بذلك أكون قد أنهيت الحديث فى الجملة عما يحدث يوم القيامة فى ساحة الحساب ، وبقى أن نتعرف فى اللقاء المقبل بإذن اللـه إن قدر اللـه لنا البقاء واللقاء عن صنف مبارك كريم من هذه الأمة الميمونة يدخل الجنة مباشرةً بلا عذاب ولا حساب .. فيا ترى من هؤلاء ؟!!

 

الجواب فى اللقاء القادم بإذن اللـه تعالى .

 

 

 

.......... الدعــــــاء

 

· الجلحاء : التى ليس لها قرون .

 

([1]) رواه مسلم رقم (2582) فى البر ، باب تحريم الظلم ، والترمذى رقم (2422) فى صفة القيامة ، باب ما جاء فى شأن الحساب والقصاص .

 

([2]) رواه أحمد فى المسند ، رقم (21330) .

 

([3]) رواه البخارى رقم (4347) فى المغازى ، باب بعث أبى موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع ، ومسلم رقم (19) فى الإيمان ، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام ، وأبو داود رقم (1584) فى الزكاة ، والترمذى رقم (625) فى الزكاة ، والنسائى (5\52،55) فى الزكاة .

 

([4]) رواه البخارى رقم (4686) فى تفسير قوله تعالى : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى .. الآية  } ، ومسلم رقم (2583) فى البر والصلة ، باب تحريم الظلم ، والترمذى رقم (3109) فى التفسير وابن ماجة رقم (4018) فى الفتن .

 

([5]) رواه البخارى رقم (2449) فى المظالم ، باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له هل يبين مظلمته ، والترمذى رقم (2421) فى صفة القيامة .

 

([6]) رواه مسلم رقم (2581) فى البر ، باب تحريم الظلم ، والترمذى رقم (2420) فى صفة القيامة ، باب ما جاء فى شأن الحساب والقصاص . وهو فى صحيح الجامع (87)

 

([7]) رواه البخارى رقم (6861) الديات فما فاتحته ، ومسلم رقم (1678) فى القسامة ، والترمذى رقم (1396) فى الديات .

 

([8]) رواه النسائى ( 7/ 83 ) فى تحريم الدم ، وهو فى صحيح الجامع (2527) .

 

([9]) رواه البخارى رقم (7061) فى العلم ، باب ظهور الفتن ، ومسلم رقم (2672) فى العلم ، باب رفع العلم وقبضة وظهور الجهل ، وأبو داود رقم (4255) فى الفتن  .

 

([10]) رواه البخارى رقم (6878) فى الديات ، باب قول الله تعالى : ( النفس بالنفس والعين بالعين ) ومسلم رقم (1676) فى القسامة ، باب ما يباح به دم المسلم ، وأبو داود رقم (4352) فى الحدود ، والترمذى رقم (1402) فى الديات ، و النسائى (7/90، 91)

 

([11]) رواه البخارى رقم (6787) فى الحدود ، باب إقامة الحدود على الشريف والوضيع ، ومسلم رقم (1688) فى الحدود ، باب قطع السارق الشريف وغيره ، والترمذى رقم (1430) فى الحدود ، وأبو داود (4373) ، والنسائى (8/74،75) .

 

([12]) رواه البخارى رقم (6922) فى استتابه المرتدين ، باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم، ومالك فى الموطأ (2/736) فى الأقضية ، والترمذى رقم (1458) فى الحدود ، باب ما جاء فى المرتد ، وأبو داود رقم (4351) فى الحدود ، والنسائى (7/104،105) .

 

([13]) رواه البخارى رقم (6862) فى الديات فى فاتحته .

 

([14]) رواه أحمد فى المسند رقم (16849) والنسائى (7/81) فى تحريم الدم فى فاتحته وهو فى صحيح الجامع .

 

([15]) رواه النسائى (7/ 83) فى تحريم الدم ، باب تعظيم الدم ، وهو فى صحيح الجامع (4361) .

 

(1) صححه شيخنا الألبانى فى الصحيحة رقم (441) وهو فى صحيح الجامع (6103) .

 

(·) أوداجه : عروق عنقه                                  * تشخب : تسيل

 

([17]) رواه الترمذى رقم (3032) فى التفسير ، والنسائى (7/85، 87) فى تحريم الدم وأخرجه أحمد فى المسند (23004، 23058) وهو فى صحيح الجامع (8031) .

 

([18]) رواه البخارى رقم (2440) فى المظالم ، باب قصاص المظالم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق