سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (20)
جُزءٌ فيهِ تحرير الجواب عن ضرب الدَّواب
للشيخ العلامة محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (831-902) رحمه الله تعالى
حققه
أبي عُبيدة مشهُور حَسَن سلمان
وأبي حُذَيْفَة أحمد الشقيرات
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذا جزء حديثيُّ جمع فيه الإمام السخاوي الأحاديث التي فيها جواز ضرب الدواب، ثم أتبعها بأحاديث وآثار وقصص فيها الرفق بها. تكلم عليها بنفسه الحديثي المعروف، ذاكرًا مصادرها، ثم مبينًا أحيانًا درجتها وغريبها.
وفي هذه الرسالة «بيان واضح أن الإسلام هو الذي وضع للناس مبدأ «الرفق بالحيوان» خلافًا لما يظنُّه بعض الجهال بالإسلام أه من وضع الكفار الأوربيين؛ بل ذلك من الآداب التي تلقوها عن المسلمين الأولين، ثم توسعوا فيها، ونظموها تنظيمًا دقيقًا، وتبنتها دولهم حتى صار الرفق بالحيوان من مزاياهم اليوم، حتى توهم الجهال أن من خصوصياتهم! وغرَّهم في ذلك أنه لا يكاد يُرى هذا النظام مطبقًا في دولة الإسلام وكانوا هم أحق بها وأهلها» ([1]).
بيد أن الرفق بالحيوان لا يخرجه عن دائرة الحيوانية، بحيث يكون أعلى مرتبة من الإنسان، بل الإسلام وسط في ذلك، يعطي كلَّ مخلوق حقه، فالإنسان مكرَّم ومسخَّر الكون له، والحيوان مأمور بالرفق به، منهي عن تعذيبه وإيذائه، ولكنه أقل مرتبة من الإنسان، ومسخر له.
والغربيون حينما ابتعدوا عن منهج الله سبحانه، وغابت الروابط الدينية بينهم، راحوا يبحثون عن الارتباط بالحيوانات، فأسكنوها بيوتهم ومنازلهم، وقدَّموا لها أفخر أنواع الطعام والشراب، وفي الوقت نفسه ذهبوا بآبائهم (كبار السِّن) إلى (ملاجئ العجزة)، فنجد الرجل والواحد منهم في الغرب يخرج أباه من بيته، ويتخذ عوضًا عنه كلبًا أو قطًّا، وفي الوقت الذي يرفقون فيه بالحيوان ويغالون في ذلك ([2])، تجدهم يحتقرون الإنسان، فالأسود في (أمريكا) وفي جنوب (إفريقيا) يعدُّونه أحط منزلةً من الحيوان، وهكذا فإن الإنسان عندما يبتعد عن منهج الله –عز وجل- يتناقض في تصرفاته تناقضًا كبيرًا.
نسبة هذا الجزء لمؤلفه :
هذا الجزء صحيح النسبة للسخاوي، فقد ذكره ضمن مصنفاته في ترجمته لنفسه في «الضوء اللامع»: 8/19. وذكره له أيضًا إسماعيل باشا البغدادي في «هدية العارفين»: 2/220.
النسخة المعتمدة في التحقيق :
اعتمدنا في تحقيق هذا الجزء على نسخة خطية موجودة ضمن مجموع في جامعة (بيل) في الولايات المتحدة الأمريكية، رقم (234- مجموعة لاندبيرج) وهذا الجزء فيه من ورقة (69-80). وهو بخط تلميذ المصنف عبد العزيز بن عمر بن محمد ابن فهد، نقله من خط شيخه المصنف. وفي آخره أثبت المصنف أسماء جماعة من تلاميذه سمعوه عليه ([3])، وكتب الناسخ في آخره:
«هذا لفظ المؤلف بحروفه ومن خطه –أمتع الله المسلمين بحياته- نقلتُ ذلك في يومين متواليين، ثانيهما يوم الثلاثاء ثالث عشر، جمادى الثاني، سنة سبع وثمانين مائة، بمنزلة في مكة المشرفة، قاله وكتبه أبو الخير وأبو فارس محمد المدعو عبد العزيز بن عمر بن محمد ابن فهد الهاشمي المكي الشافعي الأثري، ألهمه الله رشده، ولطف به وبوالديه وبإخوانه، وبجميع المسلمين، والحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا».
وعلى طرة المخطوط بخط المصنف ما صورته:
«جزء فيه تحرير الجواب عن ضرب الدواب، للفقير إلى العفو محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي الشافعي، غفر الله ذنوبه، وستر عيوبه، وأصلح فساد قلبه، وختم له بخير».
وعليه أيضًا بخط المصنف سماع الناسخ له منه، وهذا صورته:
«الحمد لله، قرأ عليَّ هذا الجواب كاتبه الشيخ الفاضل البارع المحدِّث المكثر المفيد سليل الأماثل عز الدين أبو فارس عبد العزيز ابن صاحبنا الإمام الحافظ المرحوم نجم الدين عمر الهاشمي المكي الشافعي، عرف بـ «ابن فهد» نفع الله به كما نفع بأسلافه ...».
عملنا في هذا الكتاب:
يتلخص عملنا في تحقيق هذا الجزء بما يلي:
قمنا بنسخه، وضبط المشكل من عباراته، والتعريف بالمبهم من ألفاظه، وتخريج الأحاديث مع الحكم عليها، مستأنسين بأحكام الحفاظ والعلماء من أهل الصَّنعة، فإن وفقنا؛ فالحمد لله وحده، وإنْ كانت الأخرى، فنستغفر الله من الخطأ والزلل، ونسأله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما قمنا به من جهد متواضع في الدارين، وأن يجعله في ميزان حسناتنا، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
جُزءٌ فيهِ
تحرير الجواب عن ضرب الدَّواب
للشيخ العلامة محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (831-902) رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم. صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا.
أما بعد: حمدًا لله الذي وسعت رحمته كل شيء، والصلاة والسلام على أشرف خلقه المبعوث رحمة لكل ميت وحيٍّ، فهذا جزء أجبت فيه عن مسألة ضرب الدواب، وأسعفت به من سأل عنها من الفضلاء، ذوي البراعة والانتخاب، نفعني الله وإياه به وسائر المسلمين، وختم لنا بخير أجمعين.
فأقول: قد جاء الضرب في أحاديث؛ منها:
[1] ما رواه النسائي في «سننه الكبرى» -بسند صحيح- من حديث عبد الله بن أبي الجعد عن جُعَيل الأشجعي رضي الله عنه قال: «غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، وأنا على فرس لي عجفاء ضعيفة، فلحقني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: سر يا صاحب الفرس، قلت: يا رسول الله، عجفاء ضعيفة، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مخفقة –يعني: دِرَّةً كانت معه فضربها بها، وقال: اللهم بارك له فيها، قال: فلقد رأيتني ما أملك رأسها أن تقدَّم الناسَ، ولقد بعْتُ من بطنها باثني عشر ألفًا» ([4]).
[2] ومنها ما رواه البيهقي في «دلائل النبوة» -بسند صحيح أيضًا- من حديث أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء رجل –أو قال فتى- إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجت امرأة، فقال: هل نظرت إليها، فإن في أعين الأنصار شيئًا؟ قال: قد نظرت إليها، قال: على كم تزوَّجتها؟ فذكر شيئًا، قال: فكأنكم تنحتون الذهب والفضة من عُرْض هذه الجبال، من عندنا اليوم شيء نعطيكه، ولكن سأبعثك في وجه تصيب فيه، فبعث بعثًا إلى بني عبس، وبعث الرجل فيهم، فأتاه فقال: يا رسول الله، أعيتني ناقتي أن تنبعث، قال: فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم –لعله يده- كالمعتمد عليه للقيام، فأتاها فضربها برجله رجله، قال أبو هريرة رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لقد رأيتها تسبق القائد» ([5]).
وهو في «صحيح مسلم» والنسائي ([6])، لكن بدون المقصود منه هنا.
[3] ومنها حديث جابر رضي الله عنه –المتفق على صحته- ([7]) في بعيره الذي تخلف
وأرد أن يسيبه ([8])، ولفظه في بعض روايته في «الصحيح» ([9]): «قلت: إني على جمل ثفال –يعني: بطيء الحركة- فقال: أمعك قضيب؟ قلت: نعم، قال: أعطينه، فأعطيته إياه، فضربه فزجره» الحديث.
وفي بعضها مما هو في الصحيح أيضًا ([10]): «فتخلف –يعني: الجمل- فنزل، فضربه بمحجنه، ثم قال: اركب».
وفي بعضها عند مسلم([11]): «فنخسه، ثم قال: اركب باسم الله».
وفي بعضها عند أحمد ([12]): «فقال أنخه، وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أعطني هذه العصا –أو اقطع لي عصا من شجرة- ففعلت، فأخذها فنخسه بها نخسات».
وفي بعضها مما هو عند الطبراني: «فنفث فيها –أي: العصا- ثم مجَّ من الماء في نحره، ثم ضربه بالعصي، فوثب».
ولغيره: «ونضح ماء في وجهه ودبره، وضربه بعُصَيَّة فانبعث».
وفيها من أعلام النبوة ما لا يخفى، وبها يستدل لجواز ضرب الدابة لتسير وإن كانت غير مكلفة. وقد ترجم النسائي في «سننه الكبرى» على الأخير منها: «ضرب البعير»، وعلى الأول منها: «ضرب الفرس».
لكن محل ذلك ما إذا لم يتحقق أن ذلك منها من فرط تعب وإعياء.
وقد رُوِّينا في تاسع عشر «المجالسة» من طريق شعيب بن حرب قال: «لما خرجت إلى يوسف بن أسباط اكتريتُ حمارًا، فركبته، فجعل لا يمشي كما أريد، فقال لي المكاري، حرِّك رجليك يمشي، فقلت له: ما كنت لأحمله على أكثر من طاقته».
ويُعلم ذلك بقرائن منها –كما نُقل عن بعض الأئمة- أنه يشار إليها من مكان بعيد بالعلف ونحوه، فإن قصَدته فجائز له حملها بالضرب، لتصل إلى الحد الذي قصدت به العلف. لكن ذلك غير لازم لاحتمال أنها تكلفت في العَدْو إلى العَلف فوق طاقتها، محبَّةً فيه، ورغبةً إلى الوصول إليه، على أنه روي أنه صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، لما جهد الناسُ الظهرَ جهدًا شديدًا وشكوا ذلك إليه، ورآهم رجالًا لا يرجون ظهرهم، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مضيق ممر الناس، وقد وقف عليه والناس يمرون، فنفخ فيها وقال: (اللهم احمل عليها في سبيلك، فإنك تحمل على القوي والضعيف، والرَّطب واليابس، في البر والبحر)، فاستمرت. قال راويه رضي الله عنه: «فما دخلنا المدينة إلا وهي تنازعنا أزمتها» ([13]). وكأنه صلى الله عليه وسلم عدل عن الضرب إلى الدعاء، للمشقة في استيعابها بالضرب، أو لتتنوع أسباب المعجزة، أو لشدة ضعفها.
ونحوه ما يُروى فيمن ساء خُلقه من الدَّواب والرقيق، أنه صلى الله عليه وسلم أمر أن يُقرأ في أذُنِه ([14]): ) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (([15]).فإن علاجها بالضرب حينئذ لا يؤثر في زوال المحذور، بل ربما يكون سبباً لزيادته.
وقد روى ابن المنذر في «الأوسط»، وأحمد في «مسنده»، وغيرهما، من حديث المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كُنت على بعير فيه صعوبة، فكنت أضربه- أو أحْزقه- فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة! ، عليك بالرفق، فإنه لا يكون قي شيء إلا زانه ولا ينزع منه إلا شانه).
وهو في «صحيح مسلم» بمعناه: «ركبت بعيرًا فكانت فيه صعوبة، فجعلت تُرَدِّدُهُ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليك بالرفق)» وذكره ([16]). ترجم عليه ابن المنذر: «ذكر الرفق بالدواب».
ومنه في القول عند عثورها، كما جاء عن أسامة بن عمير رضي الله عنه مما أخرجه أبو داود، والنسائي، وصححه الحاكم –قال: «كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعثر بعيرُنا، فقلت: تعسَ الشيطانُ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقل: تعس الشيطان؛ فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوَّتي، ولكن قل: باسم الله، فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب» ([17]).
وعن حسان أن رجلًا كان على حمار، فعثر به فقال: تعِسْتَ. فقال صاحب اليمين: ما هي حسنة فأكْتُبها، فأوحي –أو نودي-: «ما ترك صاحبُ اليمين فاكتبه» رواه البيهقي في الشعب ([18]).
وعن بعضهم قال: «خرجت من حَرَّان إلى الموصل في زمن الشتاء والوحل والأمطار، وكانت جمال الناس تقع كثيرًا، وقاسى الناسُ شدَّة عظيمة، فكنت أخشى على نفسي لما أعلم من ضعفي، فنمت، فسمعت قائلًا يقول: ألا أعلمك شيئًا إذا قلته لم يقع جملك، وتأمن به؟ فقلت له: بلى والله، ولك الأجر، فقال لي: قل: ) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا ( ([19]) الآية. فقلت: فما وقع جملي حتى دخلت الموصل، وهلك للناس شيء كثير من سقوط جمالهم، وسلم ما معي».
ففي هذه الحالة أيضًا لا يضربها؛ لأنه لا قوة لها في العثر والوحل، نعم له ضربها على الجفل، ومعالجتها في تجنبه برفق.
وكله محل الجواز أيضًا فيما عدا الوجه؛ لشمول النهي الوارد فيه كل حيوان محترم، الآدمي والحمير والخيل والإبل والبغال والغنم وغيرها، لكنه في الآدمي أشد. بل يروى في النهي عن لطم خدِّها ما أخرجه أحمد عن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن لطم خدود الدواب، وقال: (إن الله قد جعل لكم عصيًّا وسياطًا» ([20]).
ولا شك في تحريم تكليفها ما لا طاقة لها به من حمل وسير، والضرب حينئذ بسبب ذلك حرام، وقد ورد أنه يُقَصُّ للشاة الجلحاء –يعني: التي لا قرن لها- من القرناء ([21])، فالقصاص هنا من باب أولى. وقريب منه حديث
أخذ الفرخين، كما سيأتي ([22]).
وكذا ورد مما يقتضي سؤال رب الدابة عن صنيعه معها حديث: (من قتل عصفورًا في غير شيء –إلا بحقه- سأله الله عز وجل عن ذلك. قيل: يا رسول الله، وما حقه؟ قال: أن يذبحه ويأكله) ([23]). وفي لفظ: (من قتل عصفورًا عَبثًا ولم يقتلني منفعةً) ([24]). صححه ابن حبان وغيره.
بل وردت الوصية بها في أحاديث:
[1] فروى الحارث بن أبي أسامة في «مسنده» من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أتى بقوم قد أناخوا فحمَّلوه غِرارتين ثم عَلوْه بأخرى، فلم يستطع البعيرُ أن ينهض، فألقاها عنه أبو الدرداء، ثم أنهضه فانتهض، فقال أبو الدرداء: إن غفر الله لكم ما تأتون إلى البهائم ليغفرنَّ عظيمًا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يوصيكم بهذه العُجم خيرًا، أن تنزلوا بها منازلها، فإذا أصابتكم سَنَة أن تنجو عليها نقيها) ([25]).
وهي بكسر النون، وسكون القاف، بعدها تحتانية؛ أي: مخها. ومعناه: أسرعوا حتى تصلوا مقصدكم قبل أن يذهب مخها من ضنك السير والتعب. ويوضحه الرواية الآتية بعد.
[2] وعند الإمام أحمد في «مسنده»، وكذا عند غيره، مرفوعًا منه: «لو غفر لكم ما تأتون الرواية إلى البهائم لغَفَر كثيرًا» ([26]).
[3] وعند الإمام أحمد في «مسنده» من حديث عبيد الله بن زياد أنه دخل على ابني بُسْرٍ السُّلمِيِّين فقال لهما: «يرحمكما الله، الرجل منا يركب دابته فيضربها بالسوط، ويكفحها باللجام، هل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئًا؟ فإذا امرأة قد نادت من جوف البيت: أيها السائل، إن الله عز وجل يقول: ) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ( ([27]).
فقالا: هذه أختنا، وهي أكبر منا وقد أدركتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ([28]).
[4] وللطبراني في «الكبير» بسند جيد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فوجد ناقة معقولة، فقال: (أين صاحب هذه الراحلة؟) فلم يستجب له أحد، فدخل المسجد، فصلى حتى فرغ، وخرج فوجد الراحلة كما هي، فقال: (أين صاحب هذه الراحلة؟) فاستجاب له، فقال: أنا يا نبي الله، فقال: (ألا تتقي الله عز وجل فيها؟ إما أن تعقلِها، وإما أن ترسلها حتى تبتغي لنفسها) ([29]).
[5] ونحوه حديث: (دَخلت امرأةٌ النارَ في هِرَّةٍ حبسَتْها حتى ماتت، لا هي أطعمَتْها وسَقَتْها إذ هي حبستْها، ولا هي أرسَلتها تأكلُ من خَشاش الأرض) ([30]).
وبه استُدل لجواز حبس الطائر ونحوه في القفص ونحوه، وكذا استنبطه أبو العباس ابن القاص من فوائد حديث:
(يا أبا عُمير ، ما فعل النُّغَير) ([31]). وسبقه لذلك البخاري، فإنه ترجم في «الأدب المفرد»من تصانيفه:«الطير في القفص»، وساق بسند صحيح عن هشام بن عروة، قال:«كان بن الزبير بمكة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملون الطير في الأقفاص» ([32]). ثم أردفه بحديث: (يا أبا عُمير، ما فعل النعير ).
[6] وروى أبو داود في «سننه» والطبراني، وصححه ابن خزيمة وغيره، من حديث سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال: « مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد لحق ظهره ببطنه, فقال: (اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة, فاركبوها صالحة, وكلوها صالحة)» ([33]) وفي رواية: _فاركبوها صحاحًا) ([34]).
ترجم عليه ابن خزيمة: «استحباب الإحسان إلى الدواب الركوبة في العلف والسقي, وكراهية إجاعتها وإعطاشها وركوبها والسير عليها جياعًا وعطاشًا».
[7] وفي «سنن أبي داود» من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال لبعض الأنصار –وقد جاء بعير له يشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وأنه يُدْئبُه ([35]) في العمل ويُجيعُه-: (أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها) ([36]).
ومعنى يُدْئبُه: أي يُكِدّه ويتعبه.
وفي رواية أن البعير كان لجماعة, وأنهم قالوا: «يا رسول الله, إنا سَنَوْنا عليه منذ عشرين سنة, فلما كبُرتْ سنُّة وكانت عليه شُحَيمة, أردنا نحره لنَقْسمه بين غلمتنا», وأنه صلى الله عليه وسلم سألهم في ابتياعه منهم فقالوا: «هو لك يا رسول الله. قال: فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله» ([37]), ومنعهم من نحره. ومحل الإقتداء بهذا الصنيع إذا أمن الضياع, ولم يجُرَّ ذلك إلى فساد منه.
ونحو هذا في إعفاء الدابة من النحر, قصة إغارة المشركين على سَرح الدينة وفيه العضباءُ, ناقةُ النبي صلى الله عليه وسلم, وكانت من سَوابق الحاجِّ, وفي المأسورين امرأة من الأنصار –يُقال يُقال أنها امرأة أبي ذر رضي الله عنهما- قال الراوي: «فكانوا إذا كانوا من الليل يريحون إبلهم في أفنيتهم, قال: فنوَّموا ليلة, فقامت المراة, فجعلت لا تضع يدها على بعير إلا رَغًا, حتى أتتعلى العَضبْاء, قال: فأتَّتْ على ناقةِ ذلولٍ مُجَرَّسَةٍ –وفي رواية: وهي ناقةُ مُدَربَّةُ- فلم ترْعث, قال: فركبتْها, قعَدتْ في عَجُزِها, ثم زجَرتْها فانطلقت, ونذِرُوا بها فطلبوها فأعْجزتهم».
قال: ونذرت لله إنْ نجّاها اللهُ عليها لتَنْحَرنَّها, قال: فلما قدمتْ المدينة عُرفت الناقة ناقة النبي صلى الله عليه وسلم, فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك, فقال: (بئس ما جَزَتْها –أو جَزَيتيها- إن الله أنجاها عليها لتنْحَرنَّها, لا وفاءَ لنذْر في معصية الله, ولا فيما لا يملك ابن آدم) ([38]).
أخرجه مسلم في «صحيحه» وأبو داود وغيرهما من حديث أبي الملهب عن عمران بن الحصين – رضي الله عنهما.
وقوله: «مُجَرَّوسة»: أي مُجربَّة, يعني مدرّبة في الركوب والسير كالرواية الأخرى, وتاجرَّس من الناس: الذي قد جرَّب الأمور وخَبَرها.
وفي رواية عند البيهقي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أنَّ امرأة أبي ذرٍّ جاءت على لصواء، راحلة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أناخت عند المسجد، فقالت: يا رسول الله، نذرتُ إنْ نجاني الله عليها لآكلنَّ من كبدها وسنامها، قال: (بئس ما جزيتها، ليس هذا نذرًا، إنما النذر ما ابتغي به وجه الله عز وجل).
وما أحسن قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتبَ الإحسان على كلِّ شيء، فإذا قتلتُم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتُم فأحسنوا الذِّبْحة، وليُحِدَّ أحدُكم شفْرَته، وليُرحْ ذبيحته) ([39]).
(لا تُنزعُ الرحمةُ إلا من شقيٍّ) ([40]). (من رحم ولو ذبيحة رحمه الله يوم القيامة) ([41]). (والشاة إن رحمتها رحمك الله) ([42])، (من لا يَرْحَم لا يُرْحَم) ([43])، (والراحمُون يرْحَمهم الرحمن) ([44]).
(إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا خلقي) ([45]). في أحاديث كثيرة، يندرج فيها ما نحن فيه.
ونحوها: (إذا حلبتَ شاة فأبْقِ لولدها، دع دواعي اللبن) ([46]).
(قلموا أظفاركم لا تعطبوا بها ضروع مواشيكم) ([47]). (ونزل صلى الله عليه وسلم منزلًا، فأخذ رجلٌ بيْضَ حُمَّرة، فجاءت ترفّ على رأس النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أيكم فجَع هذه ببيضتها؟ فقال رجل: يا رسول الله، أنا أخذت بيضتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اردد رحمة لها) ([48]).
وروِّينا في «فوائد ابن ملاس» ([49]) من طريق الحسن بن أبي الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كان فيمن كان قبلكم رجل يأتي وكْرَ طائر، إذا أفرخ يأخذ فرخيه، فشكا ذلك الطائر إلى الله عز وجل ما يصنع ذلك الرجل به، فأوحى الله عز وجل إليه: إن هو عاد فسأهلكه، فلما أفرخ خرج ذلك الرجل كما كان يخرج، وأخذ سُلمًا، فلما كان في طريق القرية لقيه سائل فأعطاه رغيفًا من زاده، ثم مضى حتى أتى ذلك الوكر، فوضع سلمه، ثم صعد فأخذ الفرخين وأبواهما ينظران، فقالا: يا رب إنك وعدتنا أن تهلكه إن عاد، وقد عاد فأخذها فلم تهلكه، قال: فأوحى الله إليهما، ولم تعلما أني لا أغلب أحدًا تصدَّق في يوم –بصدقة ذلك اليوم- بميتة سوء) ([50]).
بل وردت فيه بخصوصه أحاديث؛ منها في القول عند ركوبها رجاء التخفيف عنها:
فيروى أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من قال إذا ركب دابة: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، سبحانه ليس له سميّ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كما له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعليه وسلم، قالت الدابة: بارك الله عليك من مؤمن خففتَ عن ظهري، وأطعتَ ربك، وأحسنتَ إلى نفسك، بارك الله في سفرك، وأنجح مقصدك) ([51]).
ومنها في كيفية وضع الحمل عليها، مما يكون عونًا لها على السير، وتخصيص كل دابة بما تطيقه، والمبادرة لحلِّ الرِّحال عن النزول عنها، وتقديم علفها على أكل صاحبها، وكذا المباردة إلى سقيها، كل ذلك شفقة عليها وإبقاء لها:
ففي حديث عند الطبراني والبزار وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أخِّروا الأحمال، فإنَّ اليدَ مُغْلقةٌ، والرِّجْلَ مُوثَقَة) ([52]).
ولأبي يعلى عن عائشة رضي الله عنها قالت: «خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وخرج معه نساؤه، وكان مَتاعي فيه خف، وهو على جمل ناج، وكان متاع صفية في ثِقل، وهو على جمل ثِفال بَطيء، يَتبطأ بالركب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حوِّلوا متاع عائشة على جمل صفية، وحولوا متاع صفية على جمل عائشة، حتى يمضي الركب» ([53]) الحديث.
وينبغي أن لا يجمع بين ركوبه ومتاعه في الحمل، إلا إن كانت الدابة المركوبة محتملة للحمل عليها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال –كما سيأتي ([54])-: (اركبوها سالمة، وايْتَدِعوها سالمة)، قاله ابن خزيمة، قال: وكذلك في خبر سهل بن الحنظلية –يعني: الماضي([55])-: (اركبوها صالحة، وكلوها صالحة)، قال: فإذا كان الأغلب من الدواب المركوبة أنها إذا حُمل عليها في السير عطبت، لم يكن لراكبها الحمل عليها، إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد اشترط أن تُركب سالمة، ويُشبه أن يكون معنى قوله: (اركبوها سالمة) أي: ركوبًا تسلم منه ولا تعطب.
وفي «سنن أبي داود» من حديث حمزة الضَّبّيّ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كنا إذا نزلنا منزلًا لا نسبّح حتى نحُل الرِّحال» ([56])، يريد بذلك: لا نصلي سُبحة حتى نحط الرحال، ونُجمَّ المطي.
وكان بعض العلماء يستحب إذا نزل منزلًا أن لا يَطعَم حتى يعلف الدابة، ولا يقصِّر في سقيها، فقد صح أنهم قالوا: «يا رسول الله، وإنَّ لنا في البَهائم لأجرًا؟» قال: (في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطبةٍ أجْرٌ) ([57]).
ومنها في كراهة وقوف الدابة وراكبها جالس على ظهرها؛ شفقة عليها:
ففي «سنن أبي داود» من حديث أبي مريم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إياي ([58]) أن تتخذوا [ظهور] ([59]) دوابكم منابر، فإن الله عز وجل إنما سخَّرها لكم لتُبْلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض، فعليها فاقضوا حاجتكم) ([60]).
وفي رواية عند ابن خزيمة، والحاكم، وابن حبان، في «صحاحهم» وغيرهم، من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجُهني عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اركبوا هذه الدواب سالمة،
وايتدعوها ([61]) سالمة، ولا تتخذوها كراسي) ([62]).
وفي لفظ أنه صلى الله عليه وسلم مرَّ على دوابِّ لهم ورواحل، وهم وقوف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اركبوها سالمة، وانزلوا عنها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم ومجالسكم، فرُب مركوبة خير من راكبها، وأكثر ذكرًا لله عز وجل) ([63]).
ترجم عليه ابن خزيمة: «الزجرُ عن اتخاذ الدواب كراسي، يُوقفها المرء وهو راكبها غير سائر عليها ولا نازل عنها». وكذا قال ابن حبان: «ذكر الزجر عن اتخاذ المرء الدَّواب كارسي ([64])، ومعناه أنه لا يسير بها ولا ينزل عنها». انتهى.
لكن قد قال ابن المنذر في «الأوسط»: يحتمل –إن ثبت الخبر- أن يكون المراد الوقوف لغير حاجة، أما إن كانت حاجة فلا، ويدل له حديث جابر في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ([65])، ففيه: «ثم ركب صلى الله عليه وسلم ناقته القصواء حتى أتى الموقف بعرفة، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حَبْلَ ([66]) المشاة بين يديه، واستقبل البيت، فلم يزل يدعو حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلًا، ثم دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأردف أسامة خلفه».
وعند البيهقي في «الشعب» عن ابن المبارك أنه قال: «كم من مركوب خير من راكبه، وأطوع لله، وأكثر ذكرًا» ([67]).
وعن صدقة بن يسار قال: «كان عليه السلام في محرابه إذ نظر إلى دودة صغيرة، فتعجب من خلقها، فأنطقها الله تعالى، فقالت: يا داود، أنا على صغري أطوع لله منك على كبرك» ([68]).
ومنها في النزول عنها عند المرور بالأرض المخصبة بالكلأ المباح لتَرعى فيها، وعد كفِّها عن المكان السهل:
فروى البزار من حديث عُقيل عن الزهري عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا أخصبت الأرض فانزلوا عن ظهركم فأعطوه حقه من الكلأ، وإذا أجدبت الأرض فامضوا عليها بنقيها) ([69]).
وفي الباب عن جماعة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا ركبتم هذه الدواب فأعطوها حظها من المنازل). أخرجه الدارقطني في «أفراده». وهو عند أبي داود بلفظ: (إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها) ([70]) الحديث.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سافرتم في الخصب لأمكنوا الركاب من أسنانها، ولا تجاوزوا المنازل) الحديث، وفي لفظ: (إذا كانت الأرض مخصبة فأمكنوا الركاب وعليكم بالمنازل) ([71]). أخرجه باللفظين ابن خزيمة، وبأحدهما أبو داود.
وعن عبد الله بن مُغَفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا ركبتم هذه البهائم العُجم، فإذا كانت سَنة فانجوا عليها) ([72]).
أخرجه الطبراني.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: (إذا كانت أرض مخصبة فتقصَّوا في اسير واعطوا الركاب حقها، فإن الله رفيق يحب الرفق، وإذا كانت أرض مجدبة فانجوا عليها) ([73]).
أخرجه البزار في «مسنده»، ورويناه في «فوائد البَختري»، وأخرجه الطبراني بسند فيه من لم يسم، لكن موقوفًا.
وعن خالد بن معدان الكلاعي عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العُنف، فإذا ركبتم الدواب العجم فنزلوها منازلها، فإن أجدبت الأرض فانجوا عليها) ([74]) الحديث.
أخرجه ابن قانع والطبراني في «معجمي الصحابة»، وكذا ابن السكن وقال: «إن مَعْدانَ لم يذكر رؤية ولا سماعًا».
وهذه الأحاديث لا تنافي قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا ركبتُموهُنَّ فاذكروا اسم الله ولا تقصروا عن حاجة) ([75])، وكذا قوله: (امتهنوهنَّ لأنفسكم بالركوب فإنما يحمل الله) ([76]). ونحو ذلك. بل هي كما قال ابن خزيمة: دالة على أنه صلى الله عليه وسلم إنما أباح أن لا يقصِّر راكبها عن حاجة إذا لم تكن الأرض مخصبة لما فيها من الأمر بإمكان الركاب من الرعي في الخصب، وعدم مجاوزة السائر المنازل إذا كانت الأرض مخصبة.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا ركب أحدكم الدابة فليحملها على ملاذها –أو قال: على ملاذة- فإن الله تعالى يحمل على القوي والضعيف) ([77]). أخرجه الدارقطني في «أفراده».
وقوله: (على ملاذها) جمع ملذ، وهو موضع اللذة؛ أي: ليُجْرها في السهولة لا في الحزونة؛ وهي المكان الغليظ الخشن.
ومنها في المشي عنها لتستريح، بل وليستريح هو أيضًا غالبًا، فقد روى الطبراني في «الأوسط» أنه صلى الله عليه وسلم (كان إذا صلى الفجر في السفر مشى) ([78]).
وبلغنا عن الشيخ صالح الزواوي المغربي ([79])، أحد من أدركته، والناس ممن لقيتُه من أصحابه، كالمتفقين على صلاحه، أنه كان في بعض أسفاره راكبًا ناقة، فسمعها وهي تقول له: أتعبتني يا صالح، فنزل عنها فمشى إلى أن سمعها وهي تقول: اركب فقد استرحت.
وهذا لا استبعاد فيه، فقد أخرج البخاري في «صحيحه» أنه صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت: لم أخلق لهذا، خُلقْتُ للحراثة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: آمنت به أنا وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما) ([80]) الحديث.
ومنها في تنشيطها بالحُداء وإراحتها بذلك –والحدْو هو سوق الإبل والغناء لها- وجرت عادة الإبل أنها تسرع السير إذا حدي بها.
وقد أخرج ابن سعد –بسند صحيح- عن طاوس مرسلًا، وأورده البزار موصولًا عن ابن عباس رضي الله عنهما دخل حديث بعضهم في بعض: «إن أول من حَدَا الإبل عبدٌ لمضر بن نزار بن معد بن عدنان، كان في الإبل لمضر فقصر، فضربه مضر على يده فأوجعه، فقال: يا يداه، يا يداه، وكان حسن الصوت، فأسرعت الإبل لما سمعته في السيرن فكان ذلك مبدأ الحداء» ([81]). وفيه أحاديث صحيحة:
منها قوله صلى الله عليه وسلم في مسير له لعبد الله بن رواحة رضي الله عنه (يابن رواحة، انزل فحرك الركاب، فقال: يا رسول الله، لقد تركت ذلك، قال عمر رضي الله عنه: اسمع وأطع، فرمى بنفسه، وقال:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
ذ
فأنزل السكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا) ([82])
ولكن يحرص أن لا يكون ذلك بشيء من الآلات المحرَّمة؛ كالرباب ونحوه.
ومنها في الرفق في السير بها إبقاء عليها وعلى نفسه أيضًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (المنبَتّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى) ([83]). ومعناه: إن من يعسف الركاب ويحملها من السير على ما لا تطيق رجاء الإسراع، ينقطع ظهره، فلا هو قطع الأرض التي أراد، ولا هو أبقى ظهره سالمًا ينتفع به بعد ذلك.
ومنها ما رويناه في «المجالسة» للدينوري، من طريق عبد الله بن بكر السهمي عن أبيه «أن قومًا كانوا في سفر، فكان فيهم رجل يمرُّ الطائرُ فيقول: تدرون ما تقول هذه؟ فيقولون: لا، قال: فأتينا على قوم فيهم ظعينة على جمل لها وهو يرغو ويحنو عنقه إليها، قال: أتدرون ما يقول هذا البعير؟ قلنا: لا. قال: فإنه يلعن راكبته ويزعم أنها رحلته على مِخْيَط فهو مؤثر في سنامه. قال: فانتهينا إليهم فقلنا: يا هؤلاء إن صاحبنا هذا يزعم أن هذا البعير يلعن راكبته، ويزعم أنها رحلته على مخيط وأنه في سنامه، قال: فأناخوا البعير، فحطوا عنه، فإذا هو كما قال».
ومنها في إكرام الخيل منها:
فيروى أنه صلى الله عليه وسلم كان يمسح وجه فرسه بكُمِّه ([84])، وفي لفظ (كان يفتل ناصية فرسه بإصبعيه) ([85]).
وفي حديث آخر: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها) ([86]).
ومنها في تفقد الإمام لها وسؤاله عنها من أربابها:
فروى الحارث بن أبي أسامة في «مسنده» من حديث ابن عوان قال: «سأل عمرُ رضي الله عنه رجلًا عن إبله، فذكر عجفًا ودبرًا، فقال عمر: إني لأحسِبُها ضِخامًا سمانًا، قال: فمضى، ثم مرَّ عليه عمر وهو في إبله يحدوها وهو يقول:
أقسم بالله أبو حَفص عُمر
ما إن بها من نَقَبٍ ولا دَبَر
فاغفر له اللهم إنْ كان فجر
قال: فقال له عمر: ما هذا؟ قال: أميرُ المؤمنين سألني عن إبلي فأخبرتُه عنها، فزعم أنها يحسبها ضخامًا سِمانًا، وهي كما ترى، قال: فإن أنا أمير المؤمنين عمرُ، ايتني في مكان كذا وكذا، فأتاه فأمرَ بها فقُبضتْ، فأعطاه مكانها من إبل الصدقة» ([87]).
فهذه الأشياء تُوضح عدم إهانتها والمبالغة في ضربها وكلفتها، لا سيما وقد جاء في كونهم يدفع الله عز وجل بهم البلاء ما أخرجه البيهقي في «سننه»، وأبو يعلى في «مسنده»، كلاهما من حديث إبراهيم بن خثيم –يعني: ابن عِراك بن مالك- عن أبيه عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مهلًا عن الله مهلًا، فإنه لولا شباب خُشَّع، وبهائم رُتَّع، وشيوخ رُكَّع، وأطفال رضَّع، لصب عليكم العذاب صبًّا) ([88]).
وله شاهد عند الطيالسي «مسنده»، والطبرني في «معجمه» وابن منده في «معرفة الصحابة»، وابن عدي في «الكامل»، كلهم من طريق عبد الرحمن بن سعد المؤذن عن مالك بن عبيدة بن مُسافع الديلي عن أبيه عن جده -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لولا عباد لله ركع، وصبية رُضَّع، وبهائم رُتَّع، لصب عليكم العذاب صبًّا) ([89]).
ورُوِّينا من حديث أبي عبد الله الرازي، قال سمعت الشيخ أبا عبد الله الحسين بن علي بن نعيم المصريَّ قاضي البُرلس يحكي عن بعض سكان البُرلس قال : «سمعت قائلاً يقول ليلاً من جانب البحر ويُنشد بيتين، فقصد الصوت فلم أجد أحدًا، فعلمت أنه هاتف هتف بالحق، وهما هذان البيتان :
لولا رجال لهم وُردٌ يقومونا
وآخرون لهم سَرْدٌ يصومونا
لزلزلت أرضُكم من تحتكم سحَرًا
لأنكم قوم سوء لا تبالونا
وقال صلى الله عليه وسلم : (إنَّ الرَّجُل يكتب عند الله جبارًا وما يملك غير أهل بيته) ([90]).
ولله درّ بعضهم حيث قال : أشدُّ الظلم ظلم الذمي والدابة.
قال صاحب «زينة النواظر وتحفة الخواطر»: «واعلم أن العثرة التي لا تقال هي ظلم العباد؛ لأنه لا يدخل أحد الجنة ولأهل النار عنده حق، ولا يدخل أحد النار، ولأحد من أهل الجنة عنده حق، وأشد من هذا ظلم الموتى، يعني بذكر مساوئهم، والدواب بأن يجيعها أو يضربها، فضَربُ الدابة إذا عثَرت ظلم؛ لأنها تريد أن تعثر».
وفي الكتاب المذكور: «إن مثال من يشهد الإحسان من المخلوقين كمثل الدابة إذا رأت سائسها بصبصت إليه بعينها، ويأتي مالكها فلا تلقي إليه بالًا، فإن كنتَ عاقلًا فاشهد الأشياء منه ولا تشهدها من غيره».
وعند الديلمي في «الفردوس» بلا إسناد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الرجل إذا ركب البهيمة تقول: اللهم اقذف في قلبه الرأفة والرحمة) ([91]).
وإلى هنا انتهى ما وقفت عليه الآن مما علمته في هذه المسألة، وبقي مما يتعلق بالدابة تحريم لعنها ([92])، وكذا وضع الجرس في عنقها ([93])، ووسمها في وجهها ([94])، والتَّحريش بين البهائم، لثبوت النهي عن ذلك كله، والأخير منها عند أبي داود في «سننه» من حديث مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم» ([95]).
وعند البخاري في «الأدب المفرد» له عن ابن عمر رضي الله عنهما من قوله ([96]).
وجاء عن فضيل بن عياض رحمه الله، كما هو عند البيهقي في «الشعب»، أنه قال: «كان يقال: ما أحد يسب شيئًا من الدنيا، دابة ولا غيرها فيقول: أخزاك الله، ولعنك الله، إلا قالت: أخزى الله أعصانا لله، قال فضيل: وابن آدم أعصى وأظلم» ([97]).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: «ما لعن الأرضَ أحد إلا قالت: لعن الله أعصانا» ([98]).
واستحباب الاستعاذة من الشيطان الرجيم إذا سمع نهيق الحمار ([99])، بل ويُروى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا ([100])، والاستعاذة بالله من شر ما رأى، بخلاف أصوات الديكة، فإنه يستحب إذا سمعها أن يسأل الله تعالى من فضله ([101])، ويرغب إليه وكذا يذكر الله عز وجل عند هدير الحمام ([102]).
واستحباب تسمية الرجل دابته ([103])، والاعتقاب عليها في السفر وغيره ([104])، وجواز ركوب الثلاثة عليه إذا كانت مُطِيقة ([105])، وأحقيَّة صاحبها بمقدّمها إلا أن يأذن لغيره ([106])، والاكتفاء بمركب واحد، فقد روى أحمد والترمذي عن بريدة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (يكفي أحدكم من الدنيا خادم ومركب) ([107]).
وكراهية استصحاب النجائب ([108])، ففي الحديث المرفوع أنها إبل الشياطين، قال: «وهي أبل تجيبات أسمنها صاحبها، فلا يعلو بعيرًا منها ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله عليها» ([109]).
وسيرة السلف الاقتصاد في المركب، فقد ورينا في أواخر الجزء العشرين من «المجالسة» من طريق أبي عمرو بن العلاء قال: حدثني رجل من أهل صنعاء قال: «كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين مكة والمدينة على بعير حرن غليظ، فكان رجلًا رثًّا له، فأتاه بناقة وطية فقال: يا أمير المؤمنين، بعيرك حرن، فلو ركبت هذه، فركبها فسارت به ساعة، ثم قال: كأن راكبها غصن بمَرْوَحة، إذا تدلت به أو شارب نَمِك، ثم أناخ فنزل وقال: دونك ناقتك».
والمروحة –بفتح الميم- المفازة، والجمع: المراويح، وهي المواضع التي تخترق فيها الرياح، وأما بالكسر فهي ما يتروَّح بها.
ولابن أبي الدنيا من طريق عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي عن أبي الغادية الشامي قال: قدم عمر رضي الله عنه الجابية على جمل أورق تلوح صلعته بالشمس، ليس عليه قلنسوة ولا عمامة، قد طبق رجليه بين شعبتي رحله بلا ركب، وطاؤه كساء أنبجاني من صوف، هو وطاؤه إذا ركب، وفراشه إذا نزل، حقيبته محشو بليف، وهي إذا نزل وسادة وعليه قميص من كرابيس. وفيه أنه استدعى برأس القرية، وأنه قال لعمر رضي الله عنه: «أن ملك العرب، وهذه بلاد لا تصلح فيها الإبل، فأتي ببرذون فطرح عليه قطيفة بلا سرج ولا رحل، فلما سار هنيهة، قال: احبسوا، ما كنت أظن الناس يركبون الشيطان، هاتوا جملي رضي الله عنه».
وإن المركب الصالح الهني من سعادة ابن آدم، كما ثبت في الحديث ([110])، ولولا الخروج عن الغرض بذلك لبينتُّه بيانًا شافيًا.
وكذا أورد أنه: (لو علمت البهائم من الموت ما يعلمُ ابنُ آدمَ ما أكلتم ([111]) منها سَمينًا) ([112])، وأنه «ما مِنْ دابة إلا وهي مُسِيخةٌ يوم الجمعة، من حين تصبح
حتى تطلعَ الشمس شَفقًا أن تقوم الساعة، إلا الجن والإنس» ([113]).
وإنه ورد فيما أخرجه أبو داود في «سننه» من طريق الشعبي عمَّن له صحبة ورفعه: (من ترك دابة بمهْلكةٍ فأحياها رجلٌ، فهي لمن أحياها) ([114]).
ومن الحكايات المضحكة: «أن بعض المغفلين عثرت به دابتُه، فالتفت وقال لغلامه: اقطع علفها أدبًا لها. فقال: تموت بذلك. فاعلفها ولا تُعلمها أني أذنت لك –أو كما قال».
إلى غير ذلك مما لم يطلب منا إيراده الآن، والله المستعان.
آخره، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا، آمين.
هذا لفظ المؤلف بحروفه، ومن خطه –أمتع الله المسلمين بحياته- نقلتُ ذلك في يومين متواليين، ثانيهما يوم الثلاثاء ثالث عشر، جمادى الثانية سنة سبع وثمانين وثمان مائة، بمنزلنا من مكة المشرفة.
قال وكتب أبو الخير وأبو فارس محمد المدعو عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي المكي الشافعي الأثري، ألهمه الله رشده ولطف به وبوالديه وبإخوانه وبجميع المسلمين، والحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا.
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
سمع مني هذا الجواب الجماعة الفضلاء البارعون:
الشيخ شمس الدين محمد ابن الشيخ يوسف الصفي، وأمين الدين محمد بن أحمد بن النجار الدمياطي أما محل السماع، وشهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد المنزلي ثم الأزهري عرف بابن القطان، وشهاب الدين أحمد بن الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن الطوخي نزيل المنكو تمرية، ووالده، وشهاب الدين أحمد بن داود بن سليمان البيجوري ثم الأزهري، وشمس الدين محمد بن يوسف بن عوض البحيري ثم الأزهري المالكي، والشيخ المسند شهاب الدين أحمد بن عبد القادر بن طريف الشناوي الحنفي، والفقيه بدر الدين حسين بن أحمد الأزهري نزيل الحسينية، والشيخ زين الدين عبد الرحمن بن موسى الدمياطي ثم القاهري، ومحب الدين محمد بن حسن بن حسين الأسيوطي الحسيني، وشمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الله الناسخ ويعرف بابن الشاهد، والشيخ سالم المديني، وآخرون.
وذلك في يوم الثلاثاء سادس عشر المحرم سنة سبعة وسبعين وثمان مائة. بجامع العمري –يعني: من القاهرة المعزية- عقب مجلس الإملاء، وأجزت لهم لفظًا.
وكتبه مؤلفه محمد بن السخاوي غفر الله ذنوبه، وستر عيوبه، ومن خطه نقل كاتبه عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي المكي الأثري، لطف الله به وبوالديه وبإخوانه وبجميع المسلمين، والحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا.
([1]) من كلام شيخنا الألباني -بعد سياقه جملة من الأحاديث والآثار، يحسن الرجوع إليها- في «السلسلة الصحيحة»: 1/37.
([2]) من مثل ما جاء في مجلة «الهلال» (مجلد 27 ج9 ص126 تحت عنوان: (الحيوان والإنسان): «إن محطة السكك الحديدية في (كوبنهاجن) كان يتعشعش فيها الخفاش زهاء نصف قرن، فلما تقرر هدمها وإعادة بنائها أنشأت البلدية برجًا كلفته عشرات الألوف من الجنيهات منعًا من تشرد الخفاش».
([3]) انظر ما في آخر هذا الجزء (ص248).
([4]) أخرجه النسائي في «الكبرى» كتاب السير، باب ضرب الفرس: 8818، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني»: 3/25، رقم 1310، والبخاري في «التاريخ الكبير»: 2/249، والروياني في «مسنده»: ق263/أ، والطبراني في «الكبير»: 2172، والمزي في «تهذيب الكمال»: 5/118، وقوام السنة التيمي في «دلائل النبوة»: 3/922، رقم 148، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة»: 1/ق139/ب، وأبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة»: ل86، وابن قانع في «معجم الصحابة»: 3/ق25/ب، وابن الأثير في «أسد الغابة»: 1/18، 345، وقال الهيثمي في «المجمع»: 5/266: «رجاله ثقات»، وصحح الحافظ إسناده في «الإصابة»: 1171، قلت: مداره على عبد الله بن أبي الجعد، وهو مجهول، ذكره ابن حبان في «ثقاته»: 5/20، 54، على قاعدته المشهورة وجهله ابن القطان وذكره له هذا الحديث في «بيان الوهم والإيهام»: 2/ق9/أ، فقال بعد أن أورد إسناد النسائي: فيه اثنان لا تعرف أحوالهما، أحدهما: عبد الله بن أبي الجعد، فذكره البخاري ولم يعرف من أمره شيئًا زيادة على ما في هذا الإسناد، وأما = رافع بن سلمة فإنه قد روى عنه جماعة، وسردهم، ثم قال: «وهو مع ذلك لا تعرف حاله». وبالأول أعليه الذهبي في «الميزان»: 2/400، ووقع اضطراب في اسم الراوي عن ابن أبي الجعد كما أشار إليه البخاري في «التاريخ الكبير»: 3/305.
([5]) أخرجه البيهقي في «الكبرى»: 7/235، و «دلائل النبوة»: 6/154، بإسناد صحيح.
([6]) أخرجه مسلم في «صحيحه»: 9/209، 210 –النووي، والنسائي في «المجتبى»: 4/323، وفي «الكبرى» -كما في «التحفة»-: 13446، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»: 3/14. وأخرجه البزار في «مسنده»، كما في «كشف الأستار»: 2/161، رقم 1425، بأطول منه، وليس فيه موطن الشاهد في إيراد المصنف له، قال الهيثمي: «هو «الصحيح» ولم أرَ فيه ذكر الصداق»، وقال البزار: «لا نعلمه بهذا اللفظ عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد»، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: 4/282، « في الصحيح طرف من أوله» رواه البزار عن أحمد بن أبان ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
([7]) أخرجه البخاري في «الصحيح» الأرقام: 2097، 2309، 2385، 2496، 2470، 2604، 2718، 2861، 2967، 3089، 50798، 5445، 5247، ومسلم في «الصحيح»: 5/227، 10/53-56، 11/30-36، وأبو داود في «السنن»: 3505، والترمذي في «الجامع»: 1253، وقال: «هذا حديث حسن صحيح»، والنسائي في «المجتبى»: 4637، 4638، 4639، وأحمد في «المسند»: 3/299، 314، 358، 362، 272، 375، 392، والحميدي في «المسند»: 285، والفريابي في «دلائل النبوة»: 51، 52، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»: 4/41، وأبو يعلى في «المسند»: 1973، 1850، 1898، وتمام في «فوائده»: 695 –ترتيبه، والبيهقي في «السنن»: 5/337، و «الدلائل»: 6/151، وأبو نعيم في «المستخرج»، والحميدي في «الجمع بين الصحيحين» -كما في الفتح: 4/485، وأبو عوانة والإسماعيلي –كما فيه أيضًا: 5/316-318.
([8]) قال الحافظ في «الفتح» 5/315: «أي: يطلقه وليس المراد أن يجعله سائبة لا يركبه أحد كما كانوا يفعلون في الجاهلية؛ لأنه لا يجوز في الإسلام».
([9]) أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم 2309، من طريق عطاء بن أبي رباح عن جابر.
([10]) أخرجه مسلم في «صحيحه»: 1/55، من طريق وهب ابن كيسان عن جابر، لكن لفظه: «فتخلفت فنزل فحجنه بمحجنه، ثم قال: اركب».
([11]) في «صحيحه»: 11/34، من طريق الجريري عن أبي نضرة عن جابر.
([12]) في «مسنده»: 3/375، من طريق محمد بن إسحاق حدثني وهب بن كيسان عن جابر.
([13]) إسناده حسن. أخرجه أحمد في «المسند»: 6/20، من طريق عصام بن خالد الحضرمي، وابن حبان في «الصحيح»: 4681 –الإحسان، والفريابي في «دلائل النبوة»: 50، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني»: 4/132، رقم: 2110 من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن فضالة ابن عبيد الأنصاري قال: «غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك ...» فذكره، وأخرجه الطبري في «الكبير»: 18/771، و«الدعاء»: 2/1191 رقم: 840، والبزار «كشف الأستار»: 1840، من طريق يحيى بن عبيد، والبابلي ضعيف، انظر: «التقريب»: 7585، و«مجمع الزوائد»: 6/193، و«السيرة الشامية»: 2/2/394، و«الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك»: 335، 336.
([14]) أخرجه الطبراني في «الأوسط»: 1/77، رقم: 64، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (4/416 –تهذيب ابن بدران) من طريق الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير أبو خلف عن أنس رفعه. وقال الطبراني عقبه: «لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد». وقال شيخنا الألباني في «السلسلة الضعيفة»: 676 موضوع. رواه أبو الفضل الهمداني في آخر «مجلس من حديث أبي الشيخ»: 66/1، وابن عساكر: 5/122/2، عن أبي خلف عن أنس بن مالك مرفوعًا، = = وقال: «قلت: وهذا إسناد موضوع، قال الذهبي: أبو خلف الأعجمي عن أنس كذبه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. قلت: وفيه أيضًا الحكم وشيخه وهما متروكان، واقتصر الهيثمي في «المجمع»: 8/25، 26 على إعلاله بمحمد بن عبد الله. وقال شيخنا: «والحديث رواه ابن السني» [رقم: 512] عن المنهال بن عيسى حدثنا يونس بن عبيد قال، فذكره مختصرًا نحوه موقوفًا عليه. ولذلك قال الحافظ: «هو خبر مقطوع، والمنهال قال أبو حاتم: مجهول. وقد وجدته عن ابن عباس، أخرجه الثعلبي (في التفسير)». ولم يذكر الحافظ إسناده بتمامه لنظر فيه، وقد نقلت كلامه عن «شرح الأذكار»: 5/152. انتهى. وقد أوردته كتب التفسير موقوفًا على ابن عباس، مثل القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن»: 4/128، وغيره.
([15]) سورة آل عمران: 83.
([16]) أخرجه مسلم في «صحيحه»: 16/146، 147، وأبو داود في «السنن»: 2478، و4808، وأحمد في «المسند»: 6/58، 112، 125، 171، 206، 222، وابن أبي شيبة في «المصنف»: 5356، وإسحاق بن راهويه في «المسند»: الأرقام: 1042، 1043، 1044، والبخاري في «الأدب المفرد»: 469، 475، 580، وابن حبان في «الصحيح»: 550 –الإحسان، والبزار -كما في «كشف الأستار» 1966- والطيالسي في «المسند»: 1516، ووكيع في «الزهد» رقم: 464 وهناد في «الزهد» رقم: 1282، والطبراني في «الأوسط» والبيهقي في «الشعب» رقم: 11064، والبغوي في «شرح السنة»: 3493، وابن الأبار في «معجمه»: 255، 256.
([17]) أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة»: 555، وأبو يعلى في «معجم شيوخه» رقم: 71، ومن طريقه الضياء في «المختارة»: 4/197، رقم: 1413، وابن السني في «عمل اليوم والليلة»: 511، والطبراني في «الكبير»: 1/194، رقم: 516، وابن أبي = عاصم في «الآحاد والمثاني»: 2/306، رقم: 1068، ومن طريقه، والطبراني من طريق ابن منده في «معرفة أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلم»: 65، 66، من طريق أحمد بن عبده عن محمد بن حمران القيسي عن خالد الحذاء عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي المليح عن أسامة. وقال النسائي عقبه: «الصواب عندنا حديث عبد الله بن المبارك، وهذا عندي خطأ».
وأخرجه أبو داود في «السنن»: 4982، من طريق خالد بن عبد الله، والنسائي في «عمل اليوم والليلة»: 554 من طريق ابن المبارك، كلاهما عن خالد الحذاء به، لكن بإبهام الصحابي.
وأخرجه الحاكم في «المستدرك»: 4/292 –وصححه ووافقه الذهبي- من طريق يزيد من زريع عن خالد الحذاء، وأحمد في «المسند»: 5/59-71، ومن طريقه الضياء في «المختارة»: 4/198، رقم: 1414، والبيهقي في «الشعب»: 5183، 5184، من طرق عن عاصم الأحول كلاهما –الحذاء والأحوال- عن أبي تميمة عن رديف النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه أحمد في «المسند»: 5/95، حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم قال: سمعت أبا تيمية يحدث عن رديف النبي صلى الله عليه وسلم. قال شعبة: قال عاصم عن أبي تميمة عن رجل عن رديف النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة»: 556 من طريق خالد الحذاء عن أبي تميمة عن أبي المليح قال: «كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم...» مرسلًا.
ورجالها رجال الصحيح كما في «مجمع الزوائد»: 10/131/132 وجهالة الصحابي لا تضر، وانظر «تحفة الأشراف»: 1/65، رقم: 135.
([18]) أخرجه البيهقي في «الشعب»: 5182 قال أخبرنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه حدثنا محمد بن الهيثم بن حماد، حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن حسان فذكره، ومحمد بن كثير هو (الشامي) «متروك» كما في «التقريب»: 6255. وحسان هو ابن عطية المحاربي، من صغار التابعين.
([19]) سورة فاطر: 41.
([20]) إسناده ضعيف. أخرجه أحمد: 4/131، حدثنا سريج بن النعمان حدثنا بقية بن الوليد عن أرطأة بن المنذر عن بعض أشياخ الجند عن المقدام. قال الهيثمي في «المجمع»: 8/109، بعد أن عزاه له: «وفيه راوٍ لم يسمَّ، وبقية مدلس».
وله شاهد من حديث الصماء بنت بسر، يأتي في صفحة (221).
([21]) أخرجه مسلم في «الصحيح»: 16/136، والترمذي في «الجامع»: 2420 -وقال: «حسن صحيح»- وأحمد في «المسند»: 2/235، 301، 323، 372، 411، والبخاري في «الأدب المفرد»: 183، وأسد بن موسى في «الزهد»: 102، وأبو يعلى: 6513، والطبراني في «الأوسط»: 2/ق35، والبيهقي: 6/93، وابن حبان في «الصحيح»: 7363، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء م الشاة القرناء». قال النووي في شرحه: «هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة، وإعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين، وكما يعاد الأطفال والمجانين، ومن لم تبلغه دعوة. وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة، قال الله تعالى: ) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (. إذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع وجب حمله على ظاهره. قال العلماء: وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازاة والعقاب والثواب، وأما القصاص من القرناء للجلحاء، فليس هو من قصاص التكليف إذ لا تكليف عليهما، بل هو قصاص مقابلة».
([22]) صفحة 227.
([23]) أخرجه من حديث عبد الله بن عمرو: النسائي في «المجتبى»: 4445، 4349، وأحمد في «المسند»: 2/166، 197، والحميدي في «المسند»: 587، والشافعي في «السنن المأثورة»: 606 -ومن طريقه الطحاوي في «مشكل الآثار»: 1/372، والبيهقي: 9/86- وأسد بن موسى في «الزهد»: 104، والفسوي في «المعرفة والتاريخ»: 2/208، 703، من طرق عن عمرو بن دينار عن صهيب مولى عبد الله بن عامر عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضعفه شيخنا الألباني في «غاية المرام»: 47 لأجل صهيب.
([24]) أخرجه النسائي في «المجتبى»: 4446، وأحمد في «المسند»: 4/389 والبخاري في«التاريخ الكبير»: 4/277 -278 ، وابن حبان في «الصحيح»: 5894، والطبراني في «الكبير»:7245 ، وابن عدي: 5/1737 ، والدولابي في «الكنى»: 1/175 ، من طريق عامر الأحوال عن صالح بن دينار عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره، وأخرجه الطبراني في «الكبير»: 7246 ، من طريق أبان بن صالح عن صالح بن دينار به. وأخرجه الطحاوي في «المشكل»: 1/372 من طريق أبان بن صالح عن عمرو بن دينار عن عمرو بن الشريد به- كذا في المطبوع وإنما هو صالح بن دينار. وضعفه شيخنا الألباني في «غاية المرام»: 46. وله شاهد من حديث أنس، أخرجه القضاعي في«مسند الشهاب»: 524، وابن عدى في «الكامل»: 3/1047، وقال شيخنا الألباني في«غاية المرام»، صفحة 48 :«وهذا إسناد ضعيف جدًّا». وله شاهد آخر عن قتادة مرسلًا، أخرجه عبد الرازق في «المنصف»: 8413.
([25]) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في «مسنده» كما في «المطالب العالية»: 1923.
ونقل المحقق قول البوصيري: «رجاله ثقات»، وله شواهد عديدة سيذكر المصنف صفحة (234) بعضًا منها.
([26]) أخرجه أحمد: 6/241، 442، حدثنا هيثم بن خارجة، والبيهقي في «الشعب»: 5188، من طريق عباس الدوري كلاهما عن أبي الربيع سليمان بن عتبة السلمي عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي الدرداء رفعه. وأخرجه عبد الله في «زوائد المسند»: بإسناد أبيه، موقوفًا، وذكر أن الهيثم وقفه. قال الهيثمي: «وإسناده جيد»: 10/194. وكذلك رمز السيوطي في «الجامع الصغير» لحسنه -«فيض القدير»: 7456- ونقل المناوي أن الهيثمي قال: «رواه أحمد مرفوعًا ورواه ابنه موقوفًا وإسناده أصح وهو أشبه». هذه عبارة المنذري في «الترغيب»: 3/313، 314، لا الهيثمي كما نبه على ذلك شيخنا الألباني، وحسن إسناده –يعني: مرفوعًا- في «السلسلة الصحيحة»: 4/5.
([27]) سورة الأنعام: 38.
([28]) إسناده صحيح. أخرجه أحمد: 4/189 من طريق عيسى بن يونس، والبيهقي في «الشعب»: 11066، من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عبيد الله بن زياد، وقال الهيثمي بعد أن عزاه لأحمد: 8/109، 110: «ورجاله ثقات». والحديث أخرجه أيضًا: الخطيب في «تالي التلخيص»، وابن عساكر كما في «الدر المنثور»: 3/267. واسم أختهما التي أجابت «الصماء»، انظر «الإصابة»: 4/351.
([29]) قال الهيثمي في «المجمع»: 8/199، 200 بعد أن عزاه للطبراني: وإسناده جيد.
([30]) أخرجه من حديث أبي هريرة: البخاري في «الصحيح»: 3318، ومسلم: 14/240، 241، 16/173، 17/72، وابن ماجه: 4256، وابن راهويه في «المسند»: 81، وابن ماجه: 4256، وأحمد في «المسند»: 2/261، 269، 286، 317، 424، 457، 467، 479، وفي «فضائل الصحابة»: 148 مطولًا، وهمام في «صحيفته»: 89، وعبد الرزاق في «المصنف»: 11/284، وعلي بن الجعد في «المسند»: 1179، وابن طهمان في «سننه»: 116، وابن حبان: 5621، وبإثر حديث: 546، وهناد في «الزهد»: 1341 و1342، والدراقطني في «الجزء الثالث والعشرين من حديث أبي الطاهر الذهلي»: 87، والخطابي في «غريب الحديث»: 1/464، وبيبي في «جزئها»: 92، والبيهقي في «الكبرى»: 8/14، و«الآداب»: 1175، والبغوي في «شرح السنة»: 1670، 4184.
ويروى أيضًا من حديث ابن عمر، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمرو، وأسماء بنت أبي بكر.
([31]) أخرجه من حديث أنس بن مالك, البخاري في «الصحيح»: 6129, 6203و وفي «الأدب المفرد»: 269, 368, ومسلم في «الصحيح»: 5/162 – 164و 14/128, وأبو داود: 4969, والترمذي: 333, 1989 –وقال: «حسن صحيح»- والنسائي في اليوم والليلة: 333,334, 335, 633, وابن ماجه: 3720, 3740, واحمد: 3/114 – 115, 119, 171, 188, 190, 201, 212, 222 - 223, 278, 288 وابن أبي شيبة: 1/400, 6323, وأبو عوانة: 2/72, وابن حبان: 2308, 2506, وابن سعد: 8/312 – 313, وأبو نعيم في الحلية: 7/162, 310, والبيهقي: 5/203. وجزء ابن القاص – واسمه أحمد ابن أبي أحمد الطبري «ت 335هـ» طبع عن مكتبة السنة بالقاهرة, سنة: 1413هـ في 47 صفحة بتحقيق صابر البطاوي.
([32]) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد»: رقم: 385.
([33]) أخرجه أبو داود: 2548, 1629 –لكن دون قصة البعير في الموضع الثاني-, وأحمد: 4/180 – 181, وابن خزيمة: 2545, وابن حبان: 545, و3394 والطبراني: 5620. وصححه شيخنا الألباني في «السلسلة الصحية»: 23.
([34]) عند أحمد: 4/180 – 181, وابن حبان: 545, 3394.
([35]) تصحّفت في الخطوط «يذئبه» بالذال المعجمة.
([36]) أخرجه أبو داود: 2549, وأخمد: 1/204, 205و وأبو عوانة: 1/197, وابن أبي شيبة: 11805, وأبو يعلي: 6787, 6788, والحاكم: 2/99 – 100 –وصححه ووافقه الذهبي- والبيهقي في السنن: 1/94, و8/13, والدلائل: 6/26 – 27. وهو عند مسلم: 4/35, 15/197, وابن ماجه:340, مختصرًا دون قصة الجمل. والحديث صححه شيخنا الألباني في السلسلة الصحيحة 20.
([37]) أخرجه أبو نعيم في «دلائل النبوة»: 281, وابن عبد البر في «التمهيد»: 1/223 – 224 من حديث جابر بن عبد الله مطوّلًا وفيه ذكر لخلاء النبي صلى الله عليه وسلم وتقارب الشجر لستره وقصة المرأة التي معها ابن لها يصرع, وأصله عند أبي داود: 2, وابن ماجه: 335 في ذكر إبعاده صلى الله عليه وسلم المذهب عند الخلاء فقط. وأخرج نحوه الطبراني في الكبير: 10016, والأوسط –مجمع البحرين: 320-والبراز- كشف الأستار: 2412. من حديث ابن مسعود مطوّلًا, وفيه ذكر تقارب الشجر لستره صلى الله عليه وسلم عند خلائه أيضًا.
([38]) أخرجه مسلم في «صحيحه»: 11/99-102 –النووي، وأبو داود: 3316، وقال عقبة: «والمرأة هذه امرأة أبي ذر»، وأحمد: 4/430، 432، 33-434، والنسائي في كتاب السير من «الكبرى» -كما «التحفة»: 8/202، وعبد الرزاق: 9395، وسعيد بن منصور: 2967، والحميدي: 829، والبيهقي في «السنن الكبرى»: 9/109-110، وفي «الدلائل»: 4/189 من حديث أبي المهلب به. وأخرجه أحمد: 4/429 من طريق الحسن عن عمران بن الحصين –ولم يسمع منه- انظر: «المراسيل»: 40، وانظر السيرة النبوية لابن هشام: 3/395.
([39]) أخرجه من حديث شداد بن أوس: مسلم: 1955، وأبو داود: 2815، والترمذي: 1409 –وقال: هذا حديث حسن صحيح- والنسائي: 440، 5411، 4462، 4413، 4414، وابن ماجه: 3170، والدارمي: 2/82، وعبد الرزاق: 8603، والطيالسي: 1119، وأحمد: 4/123، 124، 125، وابن الجارود: 839، 899، وابن حبان: 5883، 5884، والطبراني في «الكبير»: 7114-7123، و«الصغير»: 2/105، وعلي بن الجعد في «مسنده»: 1262، والسهمي في «تاريخ جرجان»: 386، والبيهقي: 8/60، 61، و9/68، 28، والخطيب في «تاريخه»: 5/278، والبغوي في «شرح السنة»: 2783.
([40]) أخرجه من حديث أبي هريرة: أبو داود: 4942، والترمذي: 1923 –وقال: «هذا حديث حسن»- وأحمد: 2/301، 442، 461، 539، والطيالسي: 2529/ والبخاري في «الأدب المفرد»: 367، وابن حبان: 462 و466 –وحسن الشيخ شعيب إسناده- والحاكم: 4/248-249، وصححه ووافقه الذهبي –والقضاعي في مسند الشهاب: 772، والبيهقي: 8/161، والبغوي في شرح السنة: 3450.
([41]) أخرجه من حديث أبي أمامة: البخاري في «الأدب المفرد»: 383، والطبراني في «الكبير»: 7913، 7915، وابن عدي: 7/2542، وتمام في «فوائده»: 1245، والضياء المقدسي في «المختارة»، والبيهقي في «الشعب»: 7/482، وحسن شيخنا الألباني في «السلسلة الصحيحة»: 27.
([42]) أخرجه من حديث قرّة المزني: البخاري في «الأدب المفرد»: 375، وأحمد: 3/436، 5/34، والطبراني في «الكبير»/ 19/44، 45، 46، 47، و«الأوسط»: مجمع البحرين: 161 -و«الصغير»: 1/109، والبزار «كشف الأستار»: 1221، 1222- والحاكم: 3/586، 587، وابن عدي: 5/2013، وأبو نعيم في «الحلية»: 2/302، 6/343، وصححه شيخنا الألباني في «السلسلة الصحيحة»: 26. وأخرجه الطبراني: 20/466، من حديث معقل بن يسار، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 4/36: «وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به».
([43]) أخرجه من حديث أبي هريرة: البخاري في «الصحيح»: 5997، ومسلم في «الصحيح»: 2318، وأبو داود: 5218، والترمذي: 1911، وقال: «هذا حديث حسن صحيح» -والبخاري في «الأدب المفرد»: 91، وعبد الرزاق: 20589، وأحمد: 2/269، 228، 241، 514، والحميدي 11061، وابن حبان: 457، 463، 5594، 5596، 6975، وهناد في «الزهد»: 1330، وأبو الشيخ في «أخلاق النبي»: 86، والبيهقي في «السنن»: 7/100، وفي الآداب: 14، والخطيب في «الأسماء المبهمة»: 401، والإسماعيلي –كما في الفتح: 10/429، ويروى كذلك من حديث جرير عبد الله، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وابن عمر، وعمران بن حصين، وأبي سعيد الخدري، ومعاوية بن حيدة.
([44]) أخرجه مطوَّلًا من حديث عبد الله بن عمرو: أبو داود: 4941، والترمذي: 1924 –وقال: «هذا حديث حسن صحيح»، والحميدي: 2591، وأحمد: 2/160، والحاكم: 4/159- وصححه ووافقه الذهبي- والبيهقي في «الأسماء والصفات»: 423، والخطيب في «تاريخه»: 3/260، وأبو الفتح الخرقي في «الفوائد الملتقطة»: 222/223، وابن قدامة في «إثبات صفة العلو»: 15، وابن المستوفي في «تاريخ إربل»: 1/406، والتجيبي في «المستفاد»: 118، 442، والقفري في «ملء العيبة»: 291، والذهبي في «السير»: 17/656، والبخاري في «التاريخ الكبير»: 9/64، وأبو عثمان الدارمي في «الرد على الجهمية»: 69، = =والرامهرمزي في «المحدث الفاصل»: 775، والعراقي في «العشاريات»: ص125، وقال: «هذا حديث صحيح»، وابن حجر في «الإمتاع»: 10 وحسنه. والحديث في «السلسلة الصحيحة»: 925.
([45]) عزاه في «الكنز» : 5991 لأبي الشيخ وابن عساكر والديلمي من حديث أبي بكر.
([46]) أخرجه أبو نعيم في «الحلية»: 8/176, حدثنا سليمان بن أحمد بن الحلواني حدثنا سعيد بن سليمان عن عبد الله بن المبارك عن سعيد بن أيوب عن عبد الله بن جنادة بن أبي عبد الرحمن الجئلي عن عبد الله بن عمرو قال: «مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يحلب شاة فقال: إذا حلبت فأبق لولدها, فإنها في أبر الدواب» وقال عقبة: «غريب بهذه اللفظة, لم نكتبه إلا من حديث ابن المبارك». وأخرج أحمد: 4/76، 322، 339، والدارمي: 2/88، والبخاري في «التاريخ»: 4/338- 339، وابن حبان: 5283، والطبراني: 8128، 8129، 8130، 8131، والحاكم: 3/237، وصححه، والبيهقي: 8/14، وركيع في الزهد: 495، وهناد في «الزهد»كذلك: 733، والفسوي في «المعرفة والتاريخ»: 2/654، والحراني في «ناريخ الرقة»: 41- 42، والذهبي في «الميزان»: 4/449، وابن الأثير في «أسد الغابة»: 2/435، من طرق عن الأعمش عن يعقوب بن بحير عن ضرار بن الأزور قال:«بعثني أهلي بلقوح إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فأتهتتهبها، فأمرها أن أحلبها، فحلبتها، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «دع داعي اللبن». قال الذهبي: يعقوب بن بحير لا يعرف، تفرد عنه الأعمش. وقال عن الحديث «غريب فرد، والأعمش فمدلس، وما ذكر سماعًا، ولا يعقوب ذكر سماعه من ضرار، ولا أعرف لضرار سواه» ورواية الفسوي فيها تصريح الأعمش بالسماع، إن كان ذلك محفوظًا. وأخرجه أحمد: 4/311، 339، والبخاري في «التاريخ»: 4/339، والطبراني: 8127، والحاكم: 3/620، والفسوي: 2/654، من طريق سفيان الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن سنان عن ضرار. وقال الطبراني عقب روايته: «هكذا رواه سفيان الثوري: عن الأعمش عن عبد الله بن سنان، وخالفه أصحاب الأعمش فرووه عن الأعمش عن يعقوب بن بحير» ونحوه قول أبي حاتم وأبي زرعة الرازيانن اتظر علل الحديث: 2225. «ورواه ابن شاهين من طريق موسى بن عبد الملك بن عمير عن أبيه عن ضرار بمعناه» -كما في الميزان: 8894، والحديث في «السلسلة الصحيحة: 1860».
([47]) أخرجه أحمد: 3/484، والطبراني: 6482، والبيهقي: 8/14، من حديث سواده بن الربيع قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته، فأمر لي بذود، قال: إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم، ومرهم فليقلموا أظفارهم لا يعطبوا [وفي بعض الروايات: يعبطوا] ضروع مواشيهم إذا حلبوا» وجود إسناده الهيثمي في «المجمع»: 8/196، وحسنه شيخنا الألباني في «الصحيحة»: 317.
([48]) أخرجه الحاكم: 4/239 من طريق أبي معاوية حدثنا أبو إسحق الشيباني، حدثنا الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال، فذكره، وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو داود: 2675، 5268 من طريق أبي إسحاق الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني به، وهو في كتاب «السير» للفزاري: 110 لكن قال فيه : «عن أبي إسحاق الشيباني عن قيس أو غيره عن عبد الرحمن» به ولم يذكر الحسن!! وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد»: 384، من طريق المسعودي والنسائي في «التفسير»: كما في «التحفة»: 9367 –من طريق الثوري كلاهما عن الحسن بن سعد به. وأخرجه أحمد: 1/404 مرتين؛ قال في الأولى: «حدثنا أبو قطن ثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله قال» فذكره مرسلًا. وقال في الثانية:«حدثنا يزيد أخبرنا المسعودي عن القاسم والحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله قال» فذكره مرسلًا كذلك. وفي سماع عبد الرحمن من أبيه اختلاف. انظر «التهذيب»: 6/195، 196، والحديث صححه شيخنا الألباني في «السلسلة الصحيحة»: 25.
([49]) هو محمد بن هشام بن ملاس. كما في «فتح الباري»: 8/180.
([50]) أخرجه ابن النجار في «تاريخه»، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى في «عواليه» من حديث الحسن بن أبي الحسن عن أبي هريرة كذلك –كما في «حياة الحيوان»: 2/208. وعزاه في «الكنز»: 16116 لابن عساكر. فإن كان من الطريق نفسها فالحسن لم يسمع من أبي هريرة، فهو منقطع. انظر: «المراسيل» للرازي: 38-39، وانظر: «الإتحافات السنية»: 245.
([51]) عزاه المصنف في «الابتهاج بأذكار المسافر والحاج»: 35 للطبراني من حديث أبي الدرداء. قلت: أخرجه الطبراني في «الدعاء» رقم: 776، بإسناد ضعيف جدًّا، وفيه عمرو بن عبد الجبار وعبد الله بن يزيد بن آدم، لهما مناكير، والأخير متهم بالوضع، قال عنه الإمام أحمد: «أحاديثه موضوعة».
([52]) أخرجه الطبراني في «الأوسط» كما في «المجمع»: 3/216، أبو يعلى في «المسند»: 5852، والبزار في «كشف الأستار»: 1081، والبيهقي: 6/122، و«أبو القاسم بن الجراح الوزير» في «المجلس السابع من الأمالي»: 2/1، وابن صاعد في «جزء من أحاديثه»: 9/2. والمخلص في الثاني من السادس «من الفوائد المنتقاة»: 88/1، وأبو محمد المخلدي في «الفوائد»: 285/1، 2، كما في «السلسلة الصحيحة» لشيخنا الألباني: 1130، وصحح إسناده.
([53]) أخرجه أبو يعلى: 4670، وقال الهيثمي في «المجمع»: 4/325، بعد أن عزاه له: «وفيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس». وسلمة بن الفضل، وقد وثقه جماعة: ابن معين، وابن حبان، وأبو حاتم، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقد رواه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب «الأمثال»: 56، وليس فيه غير أسامة بن زيد الليثي، وهو من رجال الصحيح، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات». قلت: وطريق ابن حبان هو طريق أبي يعلى، وإسناده ضعيف. فيه سلمة بن الفضل ضعفه ابن راهويه والنسائي، وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير، وقال عنه ابن حجر في«التقريب»: «صدوق، كثير الخطأ»، وانظر: «الميزان»: 2/192، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.
([54]) صفحة (231) وكلمة «ايتدعوها» تصحفت في المخطوط هنا وهناك «ابتدعوها» بالموحدة وسيأتي التعليق على ذلك في محله.
([55]) صفحة (222).
([56]) أخرجه أبو داود: 2551، وصحح شيخنا الألباني إسناده في «المشكاة»: 3917.
([57]) أخرجه من حديث أبي هريرة مطولًا، وفيه قصة الذي سقى الكلب من العطش فغفر الله له: البخاري في «الصحيح»: 2363، 2466، 6009، وفي «الأدب المفرد»: 380، ومسلم: 2244، وأبو داود: 2550، ومالك: 2/292-930، وأحمد: 2/375، 517، 521، وابن حبان: 2537، والقضاعي في مسند الشهاب: 113، والبيهقي في «السنن»: 4/185 و8/14، وفي «الآداب»: 46، والبغوي في «شرح السنة»: 384.
([58]) كذا في المخطوط «إياي». وهي كذلك عند ابن حبان، ولها معنى في اللغة إن كانت محفوظة في الرواية بمعنى: نحّوا عني ذلك ونحوني عنه. انظر «النهاية»: 1/88، وإلا فهي «إياكم».
([59]) زيادة من «سنن أبي داود».
([60]) أخرجه أبو داود: 2567، والطحاوي في «المشكل»: 38، 39، والبيهقي في «السنن الكبرى»: 5/255، والآداب: 934، والبغوي في «شرح السنة»: 2683، وأبو القاسم السمرقندي في «المجلس»: 128، من «الأمالي» وعنه ابن عساكر: 19/85/1، كما في «السلسلة الصحيحة» لشيخنا الألباني: 22، وصحح إسناده. ووقع في مطبوع «سنن أبي داود» اسم الراوي عن أبي هريرة «ابن أبي مريم»!! والصواب حذف «ابن».
([61]) تصحفت في المخطوط: «وابتدعوها» بالباء الموحدة. وقال في «النهاية»: 5/166؛ أي: اتركوها ورفهوا عنها إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها. وهو (افتعل) من وَدُع –بالضم- وَدَاعة وَدَعة؛ أي: سكن وترفه، وايتدع فهو متدع أي صاحب دَعة، أو من ودَع، إذا ترك، يقال: اتدَّع وايتدع. على القلب والإدغام والإظهار»، وانظر «لسان العرب» مادة (ودع).
([62]) أخرجه أحمد: 3/439، 440، 441، 4/234، والدارمي 2/286، وابن حبان: 5619، والحاكم: 1/444، 2/100، وصحح إسناده ووافقه الذهبي، والطحاوي في «المشكل»: 40، والطبراني: 20/431، 432، والبيهقي: 5/255. والحديث صححه شيخنا الألباني في «السلسلة الصحيحة»: 21.
([63]) هو بهذا اللفظ عن أحمد: 3/439، 440، من طريق ابن لهيعة، حدثنا زبان بن فائد عن سهل بن معاذ به، وعنده أيضًا: 3/441، من طريق ابن لهيعة حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن سهل به. وعند الطبراني: 20/432، من طريق رشدين عن زبان بن فائد به. وثلاثتهم ابن لهيعة، زبان، رشدين ضعاف. فزيادة «فرب مركوبة ...» ضعيفة لا تثبت، وكذلك ضعفها شيخنا الألباني في «السلسلة الصحيحة»: 1/29.
([64]) ترجمة ابن حبان على الحديث إلى هنا، وبقية كلامه قاله بعد سياق الحديث.
([65]) أخرجه البخاري: 1557، 1568، 1570، 1651، 1785، 2505، 4352، 7230، 7367. ومسلم: 1213، 1214، 1215، 1216، 1218، 1318، وأبو داود: 1785، 1786، 1787، 1788، 1789، 1905، 1909، والنسائي: 604، 3053، 3054، 3062، 3063، 3074، 3075، وابن ماجه: 2980، 3074، = = والدارمي: 2/44-49، =وأحمد: 3/217، 292، 293، 305، 366، 388، وابن الجارود: 469، وابن حبان: 1457، 3810، 3943، 3944، 3791، 3842، 3919، 3921، 3924، ومالك: 1/364، 372، 374، 375. والحميدي: 1293، والطيالسي: 1676، والشافعي في «السنن المأثورة»: 460، 515، والطحاوي في المشكل: 41، والبيهقي: 5/3، 4، 7، 18، 41، 49، والبغوي في «شرح السنة»: 1872، 1878، 1928، وقد أفرده شيخنا الألباني وتتبع طرقه فراجعه إن شئت.
([66]) قال النووي في شرح مسلم 8/186: «فروي (حَبْل) -بالحاء المهملة وإسكان الباء- وروي (جَبَل) بالجيم وفتح الباء. قال القاضي عياض رحمه الله: الأول أشبه بالحديث، وحبل المشاة: أي مجتمعهم، وحبل الرمل: ما طال منه وضخم، وأما بالجيم فمعناه طريقهم، وحيث تسلك الرجالة».
([67]) أخرجه البيهقي في «الشعب»: 5189.
([68]) أخرجه البيهقي في «الشعب»: 5190.
([69]) أخرجه من الطريق المذكور. أبو يعلى: 3618، والبزار- كشف الأستار: 1696- والطبراني، كما في «المجمع»: 5/257، والطحاوي في «مشكل الآثار»: 113، والحاكم: 1/445، وصححه وأقره الذهبي والبيهقي: 5/256، والخطيب في «تاريخ بغداد»: 8/429، أبو النعيم في «الحلية»: 9/50.وأخرجه أبو داود: 2571، والحاكم: 2/114، والبيهقي: 5/256، من طريق الربيع بن أنس عن أنس مختصرًا دون المقصود منه هنا. والحديث صححه شيخنا الألباني في «السلسلة الصحيحة»: 682.
([70]) بل هو عند مسلم: 1926، وأبو داود: 2569، والترمذي: 2858-وقال: «هذا حديث حسن صحيح والنسائي في الكبرى –كما في التحفة»: 9/396، وأحمد: 2/337، 378، وابن حبان: 2703، 2705، وابن خزيمة: 2550، والطحاوي في «مشكل الآثار»: 115، 116، والبيهقي: 5/256، والبغوي في «شرح السنة»:2684.
([71]) أخرجه أبو داود: 2570، وأحمد: 3/305، 381، 382، وابن خزيمة: 2548، 2549، وأبو يعلى: 2219، وابن السني في «اليوم والليلة»: 524، من حديث الحسن البصري عن جابر بن عبد الله، ولم يسمع منه كما نص على ذلك العلماء، ولهذا قال ابن خزيمة عقبه: «إن صح الخبر فإن في القلب من سماع الحسن من جابر».وكذا ضعفه شيخنا الألباني بذلك. انظر«الضعيفة»: 1140، «المراسيل» للرازي: 54.
([72]) قال الهيثمي في «المجمع»: 3/216، بعد أن عزاه للطبراني: «رجاله ثقات»، وأخرجه الدارقطني في «الجزء الثالث والعشرين من حديث أبي الطاهر الذهلي»: 48.
([73]) إسناده ضعيف، أخرجه البزار «كشف الأستار»: 1695-والطبراني: 10811، وفي إسناده عندهما محمد بن أبي نعيم، اضطرب في سياق الحديث. وأخرجه البزار من طريقه: حدثنا سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الحوراء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. وأخرجه الطبراني من طريقه: حدثنا هشيم حدثني المديني عن أبي الحويرث عن ابن عباس قال، وذكره موقوفًا. قال البزار: عقب رواياته «لا نعلم أحدًا حدث به عن سعيد إلا محمد ابن أبي نعيم ولا نعلمه يروي عن ابن عباس. وروي عن أنس وأبي هريرة شبيهًا به». ومحمد بن أبي نعيم قال عنه الحافظ في «التقريب» 6337: «صدوق لكن طرحه ابن معين»، وقال ابن عدي في «الكامل» 6/2262: «وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات».
([74]) أخرجه الطبراني: 20/852. قال الهيثمي في «المجمع» 3/216: «ورجاله رجال الصحيح»، وأخرجه مالك: 2/979، عن خالد بن معدان مرسلًا، لم يقل عن أبيه. وانظر: «الإصابة»: 8125.
([75]) أخرجه النسائي في «اليوم والليلة»: 504، وأحمد: 3/494، والدارمي: 2/285، 286، وابن حبان: 1703، 2694، والحاكم: 1/444 –وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي- والطبراني في «الكبير»: 2993، و«الأوسط»: 1/ق/205، من حديث حمزة عمرو الأسلمي. قال الهيثمي في «المجمع» 10/131: «ورجاله رجال الصحيح»، غير محمد بن حمزة وهو ثقة. قلت: إسناده حسن.
([76]) أخرجه الحاكم: 1/444، من حديث أبي هريرة. وأخرجه ابن عدي في «الكامل»: 7/2716، من حديث أنس. وأخرجه أحمد: 4/221، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني»: 2328، وابن خزيمة: 2377، والحاكم: 1/444 –وصححه على الخزاعي- وإسناده حسن. وقول ابن خزيمة الآتي قاله عن الترجمة لحديث جابر (2548) المتقدم ص233.
([77]) أخرجه الدارقطني في «الأفراد» كما في «الكنز»: 24952.
([78]) أخرجه الطبراني في «الأوسط» كما في «المجمع»: 3/218، البيهقي في «السنن الكبرى»: 5/255، والآداب: 936، من حديث أنس بن مالك، وجوَّد العراقي في «تخريج الإحياء»: 1/264، إسناد الطبراني.
([79]) هو صالح بن محمد بن موسى الحسيني الرياحي المغربي، يعرف بالزازاوي، أخذ العلم عن الولي العراقي وابن حجر، توفي سنة 835.
ترمته في «جامع كرامات الأولياء»: 2/45، وفيها ذكر كرامات له منها قصة الناقة المذكورة، وكذا فعل المصنف في «الضوء اللامع»: 3/316.
([80]) أخرجه البخاري: 2324، 3471، 3663، ومسلم: 2388، والترمذي: 3677 وقال: «هذا حديث حسن صحيح»وأحمد في «المسند»: 2/245، 246، 382، 502، وفي «فضائل الصحابة: 183، 184، 643» والطاليسي: 2354، والطحاوي في «مشكل للآثار»: 4/168، وابن حبان: 6485، 6486، 6903، والحميدي: 1054، 1055، ومن طريقه البغوي: 3889، وأيضًا: 3890 –في «شرح السنة»- من حديث أبي هريرة.
([81]) أخرجه البزار كما في «كشف الأستار»: 2113، ثنا يوسف بن موسى، ثنا العلاء بن عبد الجبار، ثنا زمعة عن سلمة بن وهران عن عكرمة عن ابن عباس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر»، فذكره نحوه، وإسناده ضعيف. فيه زمعة هو ابن صالح الجندي. قال الحافظ في «التقريب» 2035: «ضعيف».
([82]) أخرجه ابن سعد في «الطبقات»: 3/2/80، ط ليدن: أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير ويعلى ومحمد ابنا عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة، فذكره، وزاد: قال: «فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ارحمه، فقال عمر: وجبت».
وهذا مرسل، قيس بن أبي حازم تابعي مخضرم، انظر «الإصابة»: 7295. ومع هذا فقد اختلط في آخر حياته، ولعل هذا من مروياته إذ ذاك، إذ الحديث في الصحيحين –البخاري-: 4196، ومسلم: 1802 وغيرهما عن سلمة بن الأكوع أن عامر بن الأكوع هو الذي جرت معه القصة، نعم، الشعر لابن رواحة، تمثل ابن الأكوع به، وتمثل أيضًا رسول الله صلى الله عليه وسلم به في حفر الخندق. انظر الأحاديث في ذلك مخرجة في «جزء أحاديث الشعر» للمقدسي: 7، 8، 9.
([83]) تكلم عليه المصنف في «الأجوبة المرضية»: ق2، 3، و«المقاصد الحسنة» صفحة: 391، وأفرده في جزء، وأشار إليه في «الجواب الذي انضبط»: ص47، وتكلمنا عليه بتفصيل وإسهاب في التعليق عليه، ولله الحمد والمنَّة، وهو حديث ضعيف.
([84]) أخرجه مالك في «الموطأ»: 2/468، عن يحيى بن سعيد «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رئي وهو يمسح وجه فرسه بردائه».
([85]) أخرجه مسلم: 1872، والنسائي: 3572، وأحمد: 4/361، وابن حبان: 4669، والطحاوي في «مشكل الآثار»: 223، 224، والطبراني: 2409، والبيهقي: 6/329، والبغوي في «شرح السنة»: 2646، من حديث جرير بن عبد الله.
وأخرجه الطبراني: 10042، من حديث بن مسعود، قال الهيثمي في «المجمع» 5/265: «وفيه عمرو بن الأزهر، وهو متروك».
([86]) يروى من حديث أبي كبشة: أخرجه ابن حبان: 4674، والحاكم: 2/91 –وصحح إسناده ووافقه الذهبي- والطبراني: 22/849، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»: 3/274، بإسناد صحيح. وقال الهيثمي عن رواية الطبراني في «المجمع»: «ورجاله ثقات».
ومن حديث سلمة بن نفيل: أخرجه النسائي: 3561، وأحمد: 4/104، والطحاوي في «مشكل الآثار»: 228، وشرح معاني الآثار: 3/275، والبزار: 1689، والطبراني: 3658، والبيهقي في «الأسماء والصفات»، صفحة: 462، 643، بإسناد صحيح.
ومن حديث يزيد بن عبد الله بن عريب عن أبيه عن جده عريب المليكي: أخرجه ابن عدي: 3/1197، والطبراني في «الكبير»: 17/188، و«الأوسط»، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 5/262: «وفيه من لم أعرفه».
ويزيد وأبوه مجهولان. انظر «اللسان»: 1300.
وحديث جابر بن عبد الله: أخرجه أحمد: 3/352، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»: 3/274، والطبراني في «الأوسط»، وابن عدي في «الكامل»: 7/2557، وقال الهيثمي عن رواية الطبراني: «وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه حسن، ورواه أحمد أتم منه ورجاله ثقات».
والحديث في الصحيح من حديث بن عمر، وجابر، وعروة البارقي، دون قوله: «وأهلها معاونون عليها».
وله شواهد كثيرة. وهو مما نص العلماء على تواتره. انظر «نظم المتناثر» وغيره.
([87]) أخرجه الحارث بن أبي أسماة في «مسنده» كما في «المطالب العالية»: 866، لكن عن محمد بن سيرين، وليس عن ابن عون ؟! وقال المحقق: «منقطع بين ابن سيرين وعمر».
([88]) أخرجه البزار كما في «كشف الأستار»: 4/66، والطبراني في «الأوسط»: 2/ق144، وأبو يعلى: 6402، 6633، وابن عدي في «الكامل»: 1/243، والخطيب في «تاريخ بغداد»: 6/64، والبيهقي: 3/345، وقال: «إبراهيم بن خثيم غير قوي، وله شاهد بإسناد آخر غير قوي»، وقال الطبراني: «لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد». وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 10/230: «وفيه إبراهيم بن خيثم، وهو ضعيف».
قلت: وقال ابن معين: «لا شيء، ليس بثقة ولا مأمون»، وقال النسائي: «متروك»، وقال الساجي: «ضعيف ابن ضعيف»، وأورد له الذهبي في ترجمته في «الميزان»: 1/30 هذا الحديث، وأقره ابن حجر في «اللسان»: 1/53.
([89]) أخرجه الطبرني في الكبير: 22/309، والأوسط: 2/ق107 والدولابي في «الكنى والأسماء»: 1/43، 44، والبيهقي: 3/345، وابن عدي: 4/1622، 6/2377، وروي أن ابن نعيم سئل عن الحديث فقال: «لا أعرفه».
وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 10/230: «وفيه عبد الرحمن بن سعد وهو ضعيف».
ومالك بن عبيدة، قال الذهبي في «الميزان» 7024: «لا يُعرف».
([90]) أخرجه الطبراني في «الأوسط»، وأحمد بن منيع والحارث بن أبي أسامة في «مسنديهما»، كما في «كشف الخفاء»، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 8/27: «وفيه عبد الحميد بن عبيد الله بن حمزة، وهو ضعيف جدًّا».
([91]) أخرجه ابن أبي الدنيا في «الصمت»: 384: حدثني محمد بن إدريس، حدثنا أبو النضر الدمشقي حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن قيس رحمه الله قال، فذكره، وإسناده ضعيف.
([92]) من ذلك حديث عمران بن حصين: أخرجه مسلم: 2595، وأبو داود: 2561، والنسائي في كتاب السير من «الكبرى» -كما في «تحفة الأشراف»: 8/202- والدارمي: 2/288، وأحمد: 4/429، 431، وابن حبان: 5740، 5741، وابن أبي الدنيا في «الصمت»: 371، والبيهقي: 5/254.
وفي الباب عن أبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وأبي برزة الأسلمي، وأنس، وعائشة. وانظر –غير مأمور-: «مرويات اللعن في السنة»: 30، 31 لأخينا الدكتور باسم الجوابرة.
([93]) من ذلك حديث عائشة: أخرجه أحمد: 6/150، وابن حبان: 4699، 4702، وغيرهم بإسناد صحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة وابن عمر، وأنس، وأم حبيبة، وأم سلمة.
([94]) من ذلك حديث جابر بن عبد الله: أخرجه مسلم: 2116، 2117، وأبو داود: 2564، والترمذي: 1710 –وقال: «هذا حديث حسن صحيح»- وأحمد: 3/296، 297، 318، 323، 378، وابن حبان: 5620، 5626، 5627، 5628، وابن خزيمة: 2551، وعبد الرزاق: 8450، 8451، وأبو يعلى: 2099، 2148، 2235، والبيهقي: 5/255، 7/35.
وفي الباب عن ابن عباس، وغيره.
([95]) اسناده مضطرب, أخرجه أبو داود: 2562, والترمذي: 1708, والطبراني: 11123, والبيهقي: 10/22 من طريق قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن بن عباس.
وأخرجه الترمذي: 1709 من طريق ابن مهدي عن سفيان عن أبي يحيى عن مجاهد مرسلًا. وقال: «ويقال: هذا أصح من حديث قطبة».
وأخرجه البيهقي. 10/22 من طريق وكيع عن الأعمش عن مجاهد مرسلًا. وذكر أنه هو المحفوظ. وقال قبل ذلك عقب روايته السابقة: «رواه أبو داود في كتاب السنن عن محمد بن العلاء. وكذلك روي عن شريك عن الأعمش. ورواه زياد بن عبد الله البكائي عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن مجاهد عن بن عباس. ورواه منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن سعيد بن دبير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم».
وانظر:«غاية المرام»: 383 و «العلل»: 2/242 لابن أبي حاتم.
([96]) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد»: 1232. وهو حسن لغيره موقوفًا. كما قال شيخنا الألباني في «صحيح الأدب المفرد»: 478.
([97]) أخرجه ابن أبي الدنيا في «الصمت»: 385, ومن طريقه البيهقي في «الشعب»: 5186.
([98]) أخرجه البيهقي في «الشعب»: 5187: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ –هو الحاكم- حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا أبو عتبة جدثنا بقية حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن المهاجر بن حبيب عن أبي الدرداء قال. وذكره.
والهاجر. وثقه بن حبان: 5/454, وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل»: 8/440: «لا بأس به».
([99]) أخرج البخاري في «الصحيح»: 3303, وفي «الأدب المفرد»: 1241, ومسلم: 2729, واللفظ له وأبو داود: 5102, والترمذي: 3459 – وقال:«هذا حديث حسن صحيح» وابن حبان: 1005, وابن أبي شيبة: 9854, وأحمد: 2/321, 306, 307, 364, والنسائي في «اليوم والليلة»: 943, 944, وابن السني في «اليوم والليلة»كذلك: 312, 313, والبغوي في «شرح السنة», من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله, فإنها رأت ملكًا. وإذا سمتعم نهيق الحمار فتعوّذوا بالله من الشيطان, فإنها رأت شيطانًا).
وأخرج البخاري في «الأدب المفرد»: 1238, 1239, 1240 –واللفظ له-, وأبو داود: 5103, 5104, والنسائي في «اليوم والليلة»: 942, وابن حبان: 5517, 5518, وابن أبي شيبة: 9855, وأحمد: 3/306, 355, 356, والحاكم: 4/283, 284, وصحح إسناده ووافقه الذهبي, والبغوي في «شرح السنة»: 3060, من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم نباح الكلاب أو نهاق الحمير من الليل فتعوذوا بالله, فإنهم يرون مالا ترون 000).
وصححه شيخنا الألباني في«صحيح الجامع»: 620.
([100]) أخرج ابن الثني في «اليوم والليلة»: 315: أخبرنا محمد بن أحمد بن المهاهر, حدثنا محمد بن الحسين بن بيان, حدثنا معمر بن عبيد الله بن أبي رافع ع، أبيه عبيد الله عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن ينهق حمار حتى يرى شيطانًاو فإذا كان ذلك فاذكروا الله عز وجل وصلوا عليّ) وهو ضعيف جدًا, كما في «ضعيف الجامع»: 4786.
([101]) انظر حديث أبي هريرة في الهامش قبل السابق.
([102]) أخرجه ابن السني في «اليوم والليلة»: 311, من حديث معاذ بن جبل, أن عليًا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحشة, فأمره أن يتخذ زوج حمام ويذكر الله عند هديره.
في إسناده الحسين علوان, قال ابن حبان «كان يضع الحديث على هشام بن عروة وغيره من الثقات وضعًا, ولا تحل رواية حديثه إلا على جهة التعجب, كذبه أحمد بن حنبل رحمه الله», «المجروحين»: 1/244, 245 وانظر الميزان: 2027.
([103]) الأصح: مشروعية ذلك، إذ ليس في الحث عليه نص، وقد ترجم البخاري في كتاب الجهاد من «صحيحه»: «باب اسم الفرس والحمار»، وأخرج فيه أربعة أحاديث فيها ذكر أسماء لدواب النبي صلى الله عليه وسلم وغيره: 2854-2857.
([104]) من ذلك حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في غزوة الرقاع، وفيه: «ونحن في ستة نفر، بيننا بعير نعتقبه».
أخرجه البخاري: 4128، ومسلم: 1816، وابن حبان: 4734، والبيهقي: 5/258، وفي الباب عن ابن مسعود وغيره.
وجميع الأحاديث التي وقفنا عليها في الباب فيها أن سبب ذلك قلة الظهر وعدم القدرة على أكثر من الموجود، والله أعلم.
([105]) من ذلك حديث عبد الله بن جعفر، أخرجه البخاري: 3082، ومسلم: 2427، وابن منده في «أرداف النبي»: 28، 62.
وفي الباب لعبد الله بن جعفر حديثان آخران، وفيه عن ابن عباس، بل وفيه عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم حمل معه ثلاثة على الدابة. أخرجه مسلم: 2423، والترمذي: 2775، وابن منده في «أرداف النبي»: 26.
وفي جميع هذه الأحاديث كان المردَفون أطفالًا، تطيق السير بهم الدابة.
وانظر في ذلك جزء الحافظ ابن منده «أرداف النبي صلى الله عليه وسلم».
([106]) من ذلك حديث بريدة الأسلمي. أخرجه الترمذي: 2773 -وقال: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه»- وأبو داود: 2572، وابن حبان: 4735 –والبيهقي في «السنن»: 5/258، بإسناد جيد.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، وأبي سعيد الخدري، وقيس بن سعد، رضي الله عنهم جميعًا.
([107]) أخرجه الدارمي: 2/301، وأحمد: 5/360، والنسائي في الزينة من «السنن الكبرى» -كما في «تحفة الأشراف»: 2011- وابن أبي شيبة في «المصنف»: 16235، وابن أبي عاصم في «الزهد»: 171، 232، وت«الآحاد والمثاني»: 2360، وأبو نعيم في «الحلية»: 6/206، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله»: 2/19.
والحديث لم يخرجه الترمذي كما قال المصنف، ولكن أشار إليه عقب حديث أبي هاشم الآتي فقال: «وفي الباب عن بريدة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم».
أو أنها كانت «الدرامي» فتحرَّفت من الناسخ، والله أعلم.
والحديث له شاهد من حديث أبي هاشم بن عتبة:
أخرجه الترمذي: 2327، والنسائي: 5372، وابن ماجه: 1403، وأحمد: 3/443-444، 5/290.
([108]) في المخطوط: «الجنائب» -بتقديم الجيم- وكذا في «سنن أبي داود» و«سنن البيهقي» «باب في الجنائب»، ثم في الحديث: «بجنيبات».
وهذا كله تحريف –والله أعلم- وصوابه: «النَّجائب»، و«بنجيبات»، كما وقع في «المشكاة».
قال ابن الأثير في «النهاية» في (ن ج ب) : «فالنجائب: جمع نجيبة، تأنيثه النَّجيب، ... وقد تكرر في الحديث ذكر النجيب من الإبل، مفردًا ومجموعًا وهو القوي منها، الخفيف السَّريع».
([109]) أخرجه أبو داود 2568 –ومن طريقه البيهقي: 5/255- من طريق سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة رضي الله عنه –قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون إبل للشياطين، وبيوت للشياطين، فأمَّا إبل الشياطين فقد رأيتها، يخرج أحدكم بنجيبات معه، قد أسمنها، فلا يعلو بعيرًا منها ...). وكان شيخنا الألباني قد حسن إسناده في «المشكاة» في 3919، و«الصحيحة»: 93، ثم حذفه من الطبعة الجديدة؛ للانقطاع الذي بين سعيد وأبي هريرة رضي الله عنه.
([110]) أخرجه أحمد: 3/407, والحاكم: 4/166 – 167 – وصحح إسناده ووافقه الذهبي – من حديث نافع بن عبد الحارث.
وقال الهثيمي عن رواية أحمد في «مجمع الزوائد»: 8/166: «ورجاله رجال الصحيح».
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص: أخرجه أحمد: 1/168, والبراز -«كشف الأستار»: 1412, 1413 – والطبراني في «الكبير»: 329, والأوسط- «مجمع البحرين»: 191, قال الهيثمي في «المجمع» 4/275: «ورجال أحمد رجال الصحيح». لكن في إسناده محمد بن أبي حميد ضعيف, ولهذا ضعف الشيخ إسناده: 1444. لكن تابعه عباسُ بن ذريح، عند الطبراني.
([111]) في المخطوط: «أكل». والمثبت من مصادر الحديث.
([112]) ضعيف، أخرجه ابن المبارك في «الزهد»: 2/38، والبيهقي في «الشعب»: 10557، وفي «دلائل النبوة»: 6/34، والقضاعي في «مسند الشهاب»: 1434، من حديث أم صُبَيَّة الجهنية. أشار السيوطي لضعفه: 7433، ووافقه المناوي، وقال: «وفيه: عبد الله بن سلمة بن أسلم ضعفه الدارقطني». وضعفه شيخنا الألباني في«ضعيف الجامع»: 4813.
وأخرجه الديلمي: 5126، من حديث أنس بن مالك دون إسناد، وبيض له ولده –كما في الحاشية- وذكر المناوي في « الفيض»: 5/315، أنه عند الديلمي من حديث أبي سعيد !!
وأخرجه وكيع في «الزهد»: 63، عن عبد الملك بن عمير مرسلًا.
وأخرجه نعيم بن حماد في «زيادات الزهد»: 38 عن الحسن بن صالح أنه بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه.
وأخرجه أبو نعيم من «الحلية»: 6/392، في قول سفيان الثوري، وهو أشبه.
وقد صح في الحديث المرفوع أن البهائم تسمع ما يقع في القبور من صياح الموتى المعذبين، والله أعلم.
([113]) جزء من حديث أبي هريرة الصحيح في فضل يوم الجمعة.
أخرجه أبو داود: 1046، والترمذي: 491 –وقال: «هذا حديث حسن صحيح»- والنسائي: 1430، ومالك: 1/108-110، وابن حبان: 2770، 2772، والحاكم: 1/278، وصححه على شرط البخاري ومسلم ووافقه الذهبي –وعبد الرزاق: 5563، وأحمد: 2/272، 457، 486، والشافعي في «مسنده»: 72، والبيهقي في «السنن»: 3/250، 251، وفي «فضائل الأوقات»: 251، والبغوي في «شرح السنة»: 1050، 1062.
قال البيهقي عقب روايته: «قوله: مسيخة، يعني: مصيغة. قال أبو الخطابي رحمه الله: معناه: مصغية مستمعة».
والحديث أصله في «الصحيحين» - البخاري: 935، مسلم: 852- وغيرهما، دون المقصود منه هنا.
([114]) إسناده ضعيف، أخرجه أبو داود: 3524 –ومن طريقه البيهقي: 6/198- من طريق حماد بن زيد، وأبو داود: 3524، 3525، ومن طريقه البيهقي: 6/198، من طريق أبان بن يزيد، والبيهقي: 6/198، من طريق منصور بن زاذان، وابن أبي شيبة: 2430 –من طريق هشام الدستوائي- أربعتهم عن عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن عن الشعبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره =
= وفي رواية أبان ومنصور سؤال عبيد الله الشعبي: عمَّن؟ قال: عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال المنذري في «تهذيب سنن أبي داود» 5/178: «وفيه عبيد الله بن حميد. وقد سئل عن يحيى بن معين فقال: لا أرعرفه. يعني: لا أعرف تحقيق أمره». وذكره ابن حبان في «الثقات»: 7/144. وقال الحافظ في «التقريب»: «مقبول»: 4284.
وهذا آخر التعليق على هذا الجزء، والحمد لله الذي ينعمته تتم الصالحات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق