الاعتبار في ذكر الجنة والنار -دار ابن خزيمة المؤلف عبد الرحمن بن صالح الدغيشم
في ذكر الجنة ولنار اعداد عبد الرحمن بن صالح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .. وبعد.
فهذه أحاديث جمعتها من الصحيحين فيما يتعلق في الجنة والنار وسميتها «الاعتبار في ذكر الجنة والنار» فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان والله بريء منه ورسوله ونسأل الله أن يقبل العمل ويعفو عن الزلل إنه قريب مجيب سميع الدعاء وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
عن قتادة حدثنا أنس بن مالك قال: قال نبي الله r: «إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم. قال يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله. قال: فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة. قال نبي الله r فيراهما جميعًا» رواه مسلم.
وعن البراء بن عازب عن النبي r قال: «يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت. قال: نزلت في عذاب القبر يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله ونبيي محمد r فذلك قوله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ}» رواه مسلم.
وفي البخاري قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أُتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}».
وعن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي r قال: «العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد r فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال: انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدًا من الجنة. قال النبي r فيراهما جميعًا وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين» رواه البخاري.
وعن قتادة عن أنس أن النبي r قال: «لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر» رواه مسلم.
وعن أبي أيوب قال: خرج رسول الله r بعدما غربت الشمس فسمع صوتًا فقال: «يهود تعذب في قبورها» رواه مسلم.
وعن ابن عباس قال: مر رسول الله r على قبرين فقال: «أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر: فكان لا يستتر من بوله» وفي بعض الألفاظ «لا يستتر من البول» رواه البخاري ومسلم.
وعند البخاري وما يعذبان في كبير وإنه لكبير.
وعن زيد بن ثابت قال: بينما النبي r في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال: «من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ فقال رجل: أنا. قال: فمتى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في الإشراك. فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار. قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر. قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال. قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال» رواه مسلم.
باب عرض مقعد الميت عليه من الجنة أو النار
عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله r قال: «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة» رواه البخاري ومسلم.
وعن سالم عن ابن عمر قال: قال النبي r: «إذا مات الرجل عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فالجنة وإن كان من أهل النار فالنار قال: ثم يقال: هذا مقعدك الذي تبعث إليه يوم القيامة» رواه مسلم.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: «لا يدخل أحد الجنة إلا أُري مقعده من النار لو أساء ليزاد شكرًا ولا يدخل النار أحد إلا أُري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة» رواه البخاري.
عن أبي هريرة عن رسول الله r قال: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة اقرؤوا إن شئتم {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}» رواه البخاري ومسلم.
وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله r: «يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟» رواه مسلم.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمشق قال: سمعت إبراهيم يقول: سمعت علقمة يقول قال عبد الله: جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول الله r فقال: يا أبا القاسم إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول: أنا الملك أنا الملك فرأيت النبي r ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
وعن أبي هريرة عن النبي r قال: «يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض» رواه البخاري ومسلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله r فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول: أنا الملك. فضحك النبي r حتى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله r: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} رواه البخاري ومسلم.
وفي مسلم «يمسك السماوات يوم القيامة ... إلخ» وفي مسلم «والجبال والشجر على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن فيقول: أنا الملك فضحك رسول الله r تعجبًا مما قال الحبر تصديقًا له ثم قرأ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}».
وعن عبد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي رسول الله r قال: «يأخذ الله عز وجل سماواته وأراضيه بيديه فيقول: أنا الله ويقبض أصابعه ويبسطها أنا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إنه لأقول أساقط هو برسول الله r» رواه مسلم.
باب البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة
عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله r: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقيَّ ليس فيها علم لأحد» رواه البخاري ومسلم.
وعن عائشة قالت: سألت رسول الله r عن قوله عز وجل: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ} فأين يكون الناس يومئذ يا رسول الله؟ فقال: «على الصراط» رواه مسلم.
عن عبد الله بن أبي مليكة قال: حدثني القاسم بن محمد بن أبي بكر أن عائشة قالت: قال رسول الله r: «تحشرون حفاةً عراةً غرلاً» قالت عائشة فقلت: يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: «الأمر أشد من أن يهمهم ذاك» رواه البخاري ورواه مسلم بلفظ سمعت رسول الله r يقول: «يحشر الناس يوم القيامة حفاةً عراةً غرلاً» قلت: يا رسول الله الرجال والنساء جميعًا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال r: «يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض».
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس سمع النبي r وهو يقول: «إنكم ملاقوا الله مشاة حفاةً عراةً غرلاً» رواه البخاري ومسلم.
وعن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قام فينا النبي r خطيبًا بموعظة فقال: «يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاةً عراةً غرلاً {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} ألا وإن أول الخلائق يكسي يوم القيامة إبراهيم عليه السلام» رواه البخاري ومسلم.
وعن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن رسول الله r قال: «إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعًا وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم يشك ثور أيهما» هذا لفظ مسلم ولفظ البخاري قال: «يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذارعًا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم».
حدثني سليم بن عامر حدثني المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله r يقول: «تُدْنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل» قال سليم بن عامر فوالله ما أدري ما يعني بالميل؟ أمسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين؟ قال: «فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا. قال: وأشار رسول الله r إلى فيه» رواه مسلم.
باب الحساب وأن من نوقش الحساب هلك
عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي r قال: «من نوقش الحساب عذب» قالت: قلت: أليس يقول الله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} قال: «ذلك العرض» رواه البخاري ورواه مسلم بلفظ من حوسب يوم القيامة عذب فقلت: أليس قد قال الله عز وجل {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} فقال: «ليس ذاك الحساب إنما ذاك العرض من نوقش الحساب يوم القيامة عذب».
وعن عبد الله بن أبي مُليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله r قال: «ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك» فقلت: يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} فقال رسول الله r: «إنما ذلك العرض وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب» رواه البخاري ورواه مسلم بلفظ: «ليس أحد يحاسب إلا هلك» قلت يا رسول الله أليس الله يقول: {حِسَابًا يَسِيرًا}؟ قال: «ذاك العرض ولكن من نوقش الحساب هلك» وعن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي r قال: «من نوقش الحساب هلك» رواه مسلم.
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني شقيق قال: سمعت عبد الله قال النبي r: «أول ما يقضى بين الناس بالدماء» رواه البخاري ومسلم وعن أبي هريرة أن رسول الله r قال: «من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه» رواه البخاري.
وعن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله r قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار» رواه مسلم.
وعن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله r قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء» رواه مسلم.
وعن أبي المتوكل الناجي أنا أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هُذبوا ونقوا أُذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا» رواه البخاري.
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله r قال: «تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها الجبار بيده كما يَكْفَؤُ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة» قال: فأتى رجل من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك أبا القاسم ألا أخُبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: بلى. قال: تكون الأرض خبزة واحدة – كما قال رسول الله r - قال: فنظر إلينا رسول الله r ثم ضحك حتى بدت نواجذه، قال: ألا أخبرك بإدامهم؟ قال بلى. قال إدامهم (بالامَ ونون) قالوا: وما هذا؟ قال: «ثورونون يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفًا» رواه البخاري ومسلم.
باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبًا
عن أنس بن مالك أن النبي r قال: «يقال للكافر يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبًا أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم فيقال له: قد سُئلت أيسر من ذلك» رواه البخاري ومسلم.
وعن أنس بن مالك عن النبي r قال: «يقول الله لأهون أهل النار عذابًا لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم. قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك» رواه البخاري ومسلم.
وعن مسلم: «لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتديًا بها؟».
عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن رجلاً قال: يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: «أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادرًا على أن يمشي على وجهه يوم القيامة؟» رواه البخاري ومسلم وفي البخار قال قتادة: بلى وعزة ربي.
باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وصبغ أشدهم بؤسًا في الجنة
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله r: «يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا بن آدم هل رأيت خيرًا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له: يا بن آدم هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط» رواه مسلم.
باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا
عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله r: «إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة. وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها» رواه مسلم.
وعن قتادة عن أنس بن مالك أنه حدَّث عن رسول الله r: «إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقًا في الدنيا على طاعته» رواه مسلم.
عن بسر بن سعيد عن أبي هريرة عن رسول الله r أنه قال: «لن يُنْجِيَ أحدًا منكم عَمَلُهُ قال رجل ولا إياك يا رسول الله؟ قال: ولا إياي إلا أن يتغمدني الله برحمة ولكن سددوا» رواه مسلم.
وعن أيوب عن محمد عن أبي هريرة أن النبي r قال: «ما من أحد يدخله عمله الجنة فقيل ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي برحمة».
وعن أبي صالح عن أبي هريرة قال رسول الله r: «قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا: يا رسول الله ولا أنت؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل» رواه مسلم.
وعن عائشة زوج النبي r أنها كانت تقول: قال رسول الله r: «سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يُدخلَ الجنة أحدًا عمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل» رواه البخاري ومسلم وعند البخاري بمغفرة ورحمة.
باب إثبات حوض نبينا r وصفاته
عن أبي حازم قال: سمعت سهلاً يقول: سمعت النبي r يقول: «أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبدًا ولَيَردَنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم».
قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أُحدثهم هذا فقال: هكذا سمعت سهلاً فقلت: نعم. قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال: «إنهم مني» فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول: «سحقًا سحقًا لمن بدل بعدي» رواه البخاري في كتاب الرقاق ومسلم في كتاب الفضائل.
وعن أبي مليكة قال: قالت أسماء بنت أبي بكر قال رسول الله r: «إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم وسيؤخذ ناس من دوني فأقول يا رب مني ومن أمتي فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم» فكان ابن أبي مليكة يقول: «اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع عل أعقابنا أو نفتن عن ديننا» رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن عمرو قال رسول الله r: «حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ بعده أبدًا» رواه البخاري ومسلم.
وعن يونس قال ابن شهاب حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «إن قدر حوضي كما بين إيله وصنعاء من اليمن وفيه من الأباريق كعدد نجوم السماء» رواه البخاري ومسلم.
باب الشفاعة وإخراج الموحدين من النار
عن أبي زُرْعَةَ بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أُتي رسول الله r بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال: «أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون مم ذلك يَجْمَعُ الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس لبعض عليكم بآدم فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا فيقول آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتيون نوحًا فيقولون يا نوح إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدًا شكورًا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد كذبت ثلاث كذبات فذكرن أبو حيان في الحديث نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالاته وبكلامه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسًا لم أؤمر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلَّمت الناس في المهد صبيًا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبًا نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد فيأتوني فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه. فانطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربي عز وجل ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تُشفَّع فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى» رواه البخاري ومسلم غير أن في مسلم: «والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى».
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره فوافقنا يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة فقال: يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤك يسألونك عن حديث الشفاعة فقال حدثنا محمد r قال: «إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن. فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله. فيأتون موسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته. فيأتون عيسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بمحمد r فيأتوني فأقول: أنا لها فأستأذن ربي فيؤذي لي ويلهمني محامدًا أحمد بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدًا فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال إنطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدًا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدًا فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تُشفع فأقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل».
فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة بما حدثنا أنس بن مالك فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا فقلنا له يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة فقال هيه فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع فقال هيه فقلنا لم يزد لنا على هذا فقال: لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا. قلنا يا أبا سعيد فحدثنا فضحك وقال: خلق الإنسان عجولا ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدكم حدثني كما حدثكم به قال: «ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدًا فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسع وسل تعطه واشفع تُشفَّع فأقول يا رب إئذن لي فيمن قال لا إله إلا الله فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله» رواه البخاري ومسلم في مسلم: «ليس ذاك لك» أو قال: «ليس ذاك إليك – ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي وجبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا الله».
وعن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله r: «يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك» وقال ابن عبيد فيلهمون لذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا قال: «فيأتون آدم فيقولون: أنت آدم أبو الخلق خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك. اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها ولكن ائتوا نوحًا أول رسول بعثه الله قال: فيأتون نوحًا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها ولكن ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلاً فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها ولكن ائتوا موسى الذي كلمه الله وأعطاه التوراة. قال: فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته فيأتون عيسى روح الله وكلمته فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدًا عبدًا قد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال: قال رسول الله r فيأتوني فأستأذن على ربي فيؤذن لي فإذا أنا رأيته وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله عز وجل فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع سل تعطه اشفع تشفَّع فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي ثم أشفع فيَحُدُّ لي حدًا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود فأقع ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع رأسك يا محمد قل يسمع سل تعطه اشفع تشفع فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدًا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال: ارفع محمد وقال يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم اشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال: ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفَّع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود» قال النبي r: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيره ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن بُرَّه ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذره» أخرجه البخاري في كتاب التوحيد باب قول الله تعالى لما خلقت بيديّ. وأخرجه مسلم في باب حديث الشفاعة.
عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبره أن ناسًا قالوا لرسول الله r يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله r: «هل تضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: هل تضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئًا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم الموبق بعمله ومنهم المجازي حتى ينجَّى حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئًا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار يعرفونهم بأثر السجود تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار وهو آخر أهل الجنة دخولاً الجنة فيقول: أي رب اصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه ثم يقول الله تبارك وتعالى هل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا أسألك غيره ويعطى ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول: أي رب قدمني إلى باب الجنة فيقول الله له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أعطيتك ويلك يا بن آدم ما أغدرك فيقول أي رب ويدعو الله حتى يقول له فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول لا وعزتك فيعطى ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا قام على باب الجنة انفهقت له الجنة فرأى ما فيها من الخير والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول أي رب أدخلني الجنة فيقول الله تبارك وتعالى له أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت ويلك يا بن آدم ما أغدرك فيقول: أي رب لا أكونن أشقى خلقك فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فإذا ضحك الله منه قال: ادخل الجنة. فإذا دخلها قال الله له تمنَّه فيسأل ربه ويتمنى حتى إن الله ليذكره من كذا وكذا حتى إذا انقطت به الأماني قال الله تعالى ذلك لك ومثله معه».
قال عطاء بن زيد وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئًا حتى إذا حدث أبو هريرة قال: يا أبا هريرة ما حفظت إلا قوله ذلك لك ومثله معه.
قال أبو سعيد أشهد أني حفظت من رسول الله r قوله ذلك لك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً الجنة. رواه البخاري ومسلم.
وعن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله r فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله r: «إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له تمن فيتمنى ويتمنى فيقول له هل تمنيت؟ فيقول: نعم. فيقول له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه» رواه مسلم.
وعن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن ناسًا في زمن رسول الله r قالوا: يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله r: نعم. قال: هل تُضارُّون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوًا ليس معها سحاب؟ وهل تضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر صحوًا ليس فيها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: ما تضارُّون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارُّون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن لتتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبَّر أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيز ابن الله فيقال: كذبتم ما تخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون؟ قالوا: عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضًا فيتساقطون في النار ثم يدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما تخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم: ماذا تبغون فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا. قال: فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضًا فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال: فما تنتظرون؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم فيقول: أنا ربكم فيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئًا مرتين أو ثلاثًا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم. فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم قيل يا رسول الله وما الجسر؟ قال: دحض مزله فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في استضاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقًا كثيرًا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه ثم يقولون ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به فيقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقًا كثيرًا ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها أحدًا ممن أمرتنا به ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقًا كثيرًا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدًا ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقًا كثيرًا ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها خيرًا.
وكان ابو سعيد الخدري يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤا إن شئتم {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قومًا لم يعملوا خيرًا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس (أُصيفر وأُخيضر) وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية قال: فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ثم يقول: ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من العالمين فيقول: لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدًا (رواه البخاري ومسلم واللفظ له) في كتاب الإيمان باب معرفة طريق الرؤية. والبخاري في كتاب التوحيد باب قوله الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله r: «إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة رجل يخرج من النار حبوًا فيقول الله تبارك وتعالى له اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنة قال: فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك عشرة أمثال الدنيا قال: فيقول: أتسخر بي أو تضحك بي وأنت الملك؟ قال: لقد رأيت رسول الله r ضحك حتى بدت نواجذه قال: فكان يقال ذاك أدنى أهل الجنة منزلة» رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي r قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يقول الله من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمما فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل أو قال: حمية السيل وقال النبي r ألم تروا أنها تنبت صفرًا ملتوية» رواه البخاري ومسلم.
وعن قتادة حدثنا أنس بن مالك عن النبي r قال: «يخرج قوم من النار بعدما مسهم منها سفع فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين» رواه البخاري.
وعن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله r: «أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال: بخطاياهم فأماتتهم إماتة حتى إذا كانوا فحمًا أذن لهم بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل فقال رجل من القوم كأن رسول الله r قد كان بالبادية» رواه مسلم.
باب شدة حر جهنم وبُعد قعرها وعظم أهلها
عن شقيق عن عبد الله قال: قال النبي r: «يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها» رواه مسلم.
وعن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي r قال: «ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءًا من حر جهنم قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءً كلها مثل حرها» رواه مسلم.
وعن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي r قال: «ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع» رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي حازم عن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله r إذ سمع وجبة فقال النبي r: «تدرون ما هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم. قال: هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفًا فهو يهوي في النار الآن حين انتهى إلى قعرها» رواه مسلم.
وعن سمرة أنه سمع نبي الله r يقول: «إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى عنقه» رواه مسلم.
وعن سمرة بن جندب أن النبي r قال: «منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ومنهم من تأخذه النار على ترقوته» رواه مسلم.
باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي r قال: «تحاجت النار والجنة فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم فقال الله للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار: أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكم ملؤها فأما النار فلا تمتلي فيضع قدمه عليها فتقول قطٍ قطٍ فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض» رواه مسلم.
وفي رواية له: «فقالت هذه يدخلني الجبارون والمتكبرون وقالت هذه يدخلني الضعفاء والمساكين».
وعن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله r فذكر أحاديث منها وقال رسول الله r: «تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرَّتهم؟ قال الله للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول قطٍ قطٍ فهنالك تمتلى ويُزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدًا وأما الجنة فإن الله ينشيء لها خلقًا» رواه البخاري ومسلم.
باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء
عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله r: «قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء» رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي رجاء العطاردي قال: سمعت ابن عباس يقول قال محمد r: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء» رواه البخاري ومسلم.
باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
عن معبد بن خالد قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي r: «يقول ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متعضَّف لو أقسم على الله لأبره. ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عُتُل جَوَّاظٍ مستكبر» رواه البخاري ومسلم.
وعن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: «صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» رواه مسلم.
باب جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه
عن أنس بن مالك عن النبي r أنه قال: «لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيزوى بعضُها إلى بعض وتقول قطٍ قطٍ بعزتك وكرمك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشيء الله لها خلقًا فيسكنهم فضل الجنة» رواه البخاري ومسلم.
وعند البخاري: «حتى يضع رب العالمين فيها قدمه». وعن أنس عن النبي r قال: «يبقى من الجنة ما شاء الله أن يبقى ثم ينشيء الله تعالى لها خلقًا مما يشاء» رواه مسلم.
باب أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة
عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله r يقول: «إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلى منهما دماغه كما يغلى المرجل والقمقم» رواه البخاري ومسلم.
وزاد مسلم: «ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابًا وإنه لأهونهم عذابًا».
وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله r وذُكِرَ عنده عمه أبو طالب فقال: «لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه» رواه البخاري ومسلم.
باب أهون أهل النار عذابًا أبو طالب
عن أبي عثمان النهدي عن ابن عباس أن رسول الله r قال: «أهون أهل النار عذابًا أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه».
وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك. قال: «نعم هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار» رواه البخاري ومسلم.
باب أن من مات على الكفر لا ينفعه عمله
عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه؟ قال: «لا ينفعه إنه لم يقل يومًا رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين» رواه مسلم.
باب أحاديث متفرقة فيها التخويف من النار
وعن عدي بن حاتم أن النبي r ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ثم ذكر النار فأحشاح بوجهه فتعوذ منها ثم قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة» رواه البخاري.
وعن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله r: «ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر من أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة» رواه البخاري.
وعن عدي بن حاتم قال: قال النبي r: «ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بين الله وبينه ترجمان ثم ينظر فلا يرى شيئًا قدامه ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمره» رواه البخاري.
وعن عدي بن حاتم قال: قال النبي ص: «اتقوا النار ثم أعرض وأشاح ثم قال: اتقوا النار ثم أعرض وأشاح ثلاثًا حتى ظننا أنه ينظر إليها ثم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة» رواه البخاري.
وعن سعيد بن المسيَّب أن أبا هريرة كان يقول: قال رسول الله r: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا» رواه البخاري.
وعن أبي وائل عن عبد الله قال: قال النبي r: «الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك» رواه البخاري.
باب قوله تعالى لآدم: أخرج بعث أهل النار
عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن النبي r قال: «أول من يدعى يوم القيامة آدم فتراء ذريته فيقال هذا أبوكم آدم فيقول لبيك وسعديك فيقول أخرج بعث جهنم من ذريتك فيقول يا رب كم أخرج فيقول أخرج من كل مائة تسعة وتسعين فقالوا: يا رسول الله إذا أُخذ منَّا من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقى منا؟ قال: إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود» رواه البخاري.
وعن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله r: «يقول الله يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك. قال: يقول أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله أينا ذلك الرجل؟ قال: أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألف ومنكم رجل ثم قال: والذي نفسي في يده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة. قال: فحمدنا الله وكبرنا ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو الرقمة في ذراع الحمار» رواه البخاري ومسلم، وفي مسلم: «والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو الرقمة في ذراع الحمار». حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد غير أنهما قال: ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض. ولم يذكروا أو الرقمة في ذراع الحمار. وقد أُسْتُشْكِلَ بأن ذلك الوقت لا حمل فيه ولا وضع ولا شيب ومن ثم قال بعض المفسرين إن ذلك قبل يوم القيامة لكن الحديث يرد عليه وأجاب الكرماني بأن ذلك وقع على سبيل التمثيل والتهويل. وسبق إلى ذلك النووي فقال: فيه وجهان للعلماء فذكرهما وقال: التقدير أن الحال ينتهي إلى أنه لو كانت النساء حينئذ حوامل لوضعت كما تقول العرب أصابنا أمر يشيب منه الوليد. فتح الباري الجزء الحادي ص390.
باب ذبح الموت بين الجنة والنار
عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله r: «يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت. ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت. قال: فيؤمر به فيذبح قال: ثم يقال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت. قال: ثم قرأ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}» رواه البخاري ومسلم.
وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله r قال: «إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار أُتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادى منادٍ: يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنًا إلى حزنهم» رواه البخاري ومسلم.
باب يقوم مؤذن فيقول: يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت
عن صالح حدثنا نافع أن عبد الله قال: إن رسول الله r قال: «يدخل الله أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول: يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت كل خالد فيما هو فيه» رواه البخاري ومسلم.
باب سعة ما بين المصراعين من مصاريع الجنة
تقدم في حديث الشفاعة عن أبي زُرْعَةَ بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة عنه r والذي جاء في آخره: «والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين ما مصاريع الجنة كما بين مكة وحميَرَ أو كما بين مكة وبصرى» رواه البخاري بهذا اللفظ ورواه مسلم بلفظ «والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى».
باب صفة الجنة ونعيمها وما أعده الله لعباده الصالحين فيها
عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله r قال: «قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مصداق ذلك في كتاب الله {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}» رواه البخاري ومسلم.
وعند البخاري قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}.
وعن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: «يقول الله عز وجل أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرًا بله ما أطلعكم الله عليه ثم قرأ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين» رواه البخاري ومسلم عند البخاري: «ذخرًا بله ما أُطلعتم عليه ثم قرأ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}».
وعن ثابت وحميد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله r: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات» رواه مسلم.
وعن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله r قال: «حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره» رواه البخاري.
وعن حميد عن أنس أن أم حارثت أتت رسول الله r وقد هلك حارثة يوم بدر أصابه غرب سهم فقالت: يا رسول الله قد علمت موقع حارثة مني فإن يك في الجنة أصبر واحتسب وإن تكن الأخرى ترى ما أصنع فقال لها: «هَبِلْتِ أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة إنه في الفردوس الأعلى وقال: غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحًا ولنصيفها يعني الخمار خير من الدنيا وما فيها» رواه البخاري. وفي لفظ له أنه قال: «لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد يني سوطه خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحًا ونلصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها».
وعن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله r: «موضع سوطٍ في الجنة خير من الدنيا وما فيها» رواه البخاري.
حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا إسماعيل حدثنا قيس قال: سمعت مستوردًا أخا بني فهر يقول: قال رسول الله r: «والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه وأشار يحيى بالسبابة في اليم فلينظر بم ترجع» رواه مسلم.
وعن قتادة قال: حدثنا أنس رضي الله عنه قال: أُهْدِيَ للنبي r جُبَّةٌ سندس وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها فقال: «والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد ابن معاذ في الجنة أحسن من هذا» رواه البخاري.
وعن البراء بن عازب قال: أُتي رسول الله r بثوب من حرير فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه فقال r: «لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا» رواه البخاري.
باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله r أنه قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة» رواه مسلم.
وعن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي r بمثله وزاد لا يقطعها وعن أبي حازم عن سهل بن سعد عن رسول الله r قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها» رواه البخاري ومسلم.
قال أبو حازم: فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال: حدثني أبو سعيد عن النبي r قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها» رواه البخاري ومسلم.
باب إحلال الرضوان على أهل الجنة
عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن النبي r قال: «إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى؟ يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ف يقول: أُحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا» رواه البخاري ومسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقًا على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها. فقالوا: يا رسول الله أفلا نبشر الناس؟ قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة. أراه قال: وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة» قال محمد بن فليج عن أبيه: «وفوقه عرش الرحمن» رواه البخاري.
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله r قال: «يا أبا سعيد من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا وجبت له الجنة» فعجب لها أبو سعيد فقال: عِدْها علي يا رسول الله، ففعل ثم قال: «وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض» قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله» رواه مسلم.
باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف من فوقهم
عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله r قال: «إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوب الدُّرَّي الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين» رواه البخاري ومسلم.
عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله r قال: «إن في الجنة لسوقًا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنًا وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنًا وجمالاً فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددت بعدنا حسنًا وجمالاً فيقولون: وأنتم والله لقد ازددت بعدنا حسنا وجمالاً» رواه مسلم.
باب أول من زمرة تدخل الجنة وصفاتهم وأزواجهم
عن إسماعيل بن عُليّة عن أيوب عن محمد قال: إما تفاخروا وإما تذاكروا الرجال أكثر من الجنة أم النساء فقال أبو هريرة أو لم يقل أبو القاسم r: «أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضواء كوكب دُرَّي في السماء لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب» رواه مسلم.
وعن أيوب عن ابن سيرين قال: اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر؟ فسألوا أبا هريرة فقال: قال أبو القاسم r بمثل حديث ابن عُليَّة. رواه مسلم.
وعن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: «إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذي يلونهم على أشد كوكب دُرَّي في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألُوَّه وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خُلُق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعًا في السماء» رواه البخاري ومسلم. وفي البخاري: «الحور العين وصفتهن يحار فيها الطرف شديدة سواد العين شديدة بياض العين وزوجناهم بحور أنكحناهم».
وفي البخاري على خَلْق رجل واحدً والألُوَّه الأنجوج عود الطيب.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: «إن أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشدَّ نجم في السماء إضاءة ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون ولا يبولون ولا يمتخطون ولا يبزقون أمشاطهم الذهب ومجامرهم الألُوَّة ورشحهم المسك أخلاقهم على خُلُق رجل واحد على طول أبيهم آدم ستون ذراعًا» رواه مسلم.
قال ابن أبي شيبة: على خُلُق رجلٍ وقال أبو كريب: على خَلْق رجل وقال ابن أبي شيبة على صورة أبيهم.
باب في صفات الجنة وأهلها وتسبيحهم فيها بكرة وعشيا
عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله r فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله r: «أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يتمخطون ولا يتغوطون فيها آنيتهم وأمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم من الألُوَّة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلبٌ واحدٌ يسبحون الله بكرة وعشيا» رواه مسلم.
وعن أبي سفيان عن جابر قال سمعت النبي r يقول: «إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون قالوا: فما بال الطعام؟ قال: جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس» رواه مسلم.
وعن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله r: «يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يبولون ولكن طعامهم ذاك جشاء ورشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس» رواه مسلم.
وفي رواية له: «ويلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس».
عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي r قال: «من يدخل الجنة ينعم لا ييأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه» رواه مسلم.
وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي r قال: «ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا فذلك قوله عز وجل: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}» رواه مسلم.
باب صفة خيام الجنة وما للمؤمن فيها من الأهل
عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي r قال: «إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا» رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
ولفظ البخاري: «الخيمة درة مجوفة في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون».
وفي رواية لمسلم: «الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون».
باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير
عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي r قال: «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» رواه مسلم.
باب كل من يدخل الجنة على صورة آدم
عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله r فذكر أحاديث منه: وقال رسول الله r: «خلق الله عز وجل آدم على صورة طوله ستون ذرعًا فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال: فذهب فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. قال: فزادوه ورحمة الله. قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعًا فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن» رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
باب نوعي الجنة وإثبات رؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى في الآخرة
عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي r قال: «جنتان من فضة آنيتهما وما فيها وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر عن وجهه في جنة عدن» رواه البخاري ومسلم.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن النبي r قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل» رواه مسلم.
وعن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبره أن ناسًا قالوا لرسول الله r: يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله r: «هل تُضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: هل تُضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: فإنكم ترونه كذلك» رواه البخاري ومسلم.
وعن إسماعيل عن قيس عن جرير قال: كنا جلوسًا عند النبي r إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضاَمُّون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا» رواه البخاري في كتاب التوحيد ومسلم في فضل صلاتي الصبح والعصر.
وعند مسلم: «قبل طلوع الشمس وقبل غروبها» يعني العصر والفجر. ثم قرأ جرير: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}.
باب دخول طوائف من أمة محمد الجنة بغير حساب ولا عذاب
عن ابن عباس عن النبي r قال: «عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. قلت: ولم قال: كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم.ف قال: اللهم اجعله منهم ثم قام إليه رجل آخر قال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: سبقك بها عكاشة» رواه البخاري ومسلم وفي مسلم: ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله r وقال: بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله r فقال: ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون.
وعن عمران بن حصين أن رسول الله r قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون» رواه مسلم.
وعن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال النبي r: «ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفًا أو سبعمائة ألف لا يدري أبو حازم أيهما قال. متماسكين آخذ بعضهم ببعض لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وجوهم على صورة القمر ليلة البدر» رواه البخاري ومسلم. وفي البخاري: «حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على ضوء القمر ليلة البدر».
باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة
عن أبي إسحاق عن عمرو بن عون عن عبد الله قال: قال لنا رسول الله r: «أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قال: فكبرنا ثم قال: أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قال: فكبرنا ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا شرط أهل الجنة. وسأخبركم عن ذلك ما المسلمون في الكفار إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود أو كشعرة سوداء في ثور أبيض» رواه مسلم.
وعن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: كنا مع النبي r في قبة فقال: «أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قلنا: نعم. قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قلنا: نعم. قال: أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ قلنا: نعم. قال: والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر» رواه البخاري ومسلم.
وفي مسلم بهذا السند قال: خطبنا رسول الله r فأسند ظهره إلى قبة آدم فقال: «ألا لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، اللهم هل بلغت؟ اللهم اشهد: أتحبون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ فقلنا: نعم يا رسول الله. قال: أتحبون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة: ما أنتم في سواكم في الأمم إلا كالشعرة السوداء في الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود».
عن أنس عن ابن مسعود أن رسول الله r قال: «آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسعفه النار مرة فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة فيقول: أي ربي أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله عز وجل يا بن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؛ فيقو: لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى فيقول: أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها؛ فيقول: يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؛ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدينه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأولين فيقول: أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها؛ فيقول يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدينه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلنيها فيقول: يا بن آدم ما يصريني منك؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال: أي رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فضحك ابن مسعود فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مما تضحك قال هكذا ضحك رسول الله r فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ بي وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر» رواه مسلم.
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله r قال: «إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ومثل له شجرة ذات ظل فقال: أي رب قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها وساق الحديث بنحو حديث ابن مسعود ولم يذكر فيقول يا ابن آدم ما يصريني منك إلى آخر الحديث. وزاد فيه ويكره الله سل كذا وكذا فإذا انقطعت به الأماني قال الله: هو لك وعشرة أمثاله قال: ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان له: الحمد الله الذي أحياك لنا وأحيانا لك قال: فيقول: ما أُُعطي أحد مثل ما أعطيت» رواه مسلم.
حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا مطرَّف وابن أبْجَرَ سمعا الشعبي يقول: سمعت المغيرة بن شعبة يخبر به الناس على المنبر قال سفيان رفعه أحدهما أراه ابن أبْجَرَ قال: سأل موسى ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أُدْخِلَ أهل الجنة الجنة. فيقال له: أدخل الجنة فيقول: أي رب كيف؟ وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله. فقال في الخامسة رضيت رب فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت به عينك فيقول: رضيت رب قال: رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أرَدْتُ غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عينٌ ولم تسمع أذنٌ ولم يخطر على قلب بشر. قال: ومصداقه في كتاب الله عز وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} رواه مسلم.
وعن عمرو سمع جابرًا يقول: سمعه من النبي r بأذنيه يقول: «إن الله يخرج ناسًا من النار فيدخلهم الجنة» رواه مسلم.
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله r: «إن قومًا يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوهم حتى يدخلوا الجنة» رواه مسلم.
وعن أبي عمران وثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله r قال: «يخرج من النار أربعة فيعرضون على الله فيلتفت أحدهم فيقول: أي رب إذ أخرجتني منها فلا تعدني فيها فينجيه الله منها» رواه مسلم.
وعن محمد بن أيوب قال: حدثني يزيد الفقير قال كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس. قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم جالس إلى سارية عن رسول الله r قال: فإذا هو ذكر الجهنميين. قال: فقلت له: يا صاحب رسول الله ما هذا الذي تحدثون؟ والله يقول: {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} , {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}.
فما هذا الذي تقول؟ قال: فقال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم. قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه الصلاة والسلام يعني الذي يبعثه الله فيه؟ قلت: نعم. قال: فإنه مقام محمد r المحمود الذي يُخْرِجُ الله به من يُخْرِجُ قال: ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك. قال: غير أنه قال: قد زعم أن قومًا يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها. قال: يعني فيخرجون كأنهم عيدان السماسم قال: فيدخلون نهرًا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه فيخرجون كأنهم القراطيس فرجعنا قلنا: ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله r؟ فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد أو كما قال أبو نعيم. رواه مسلم.
وعن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال: قال رسول الله r: «إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولاً الجنة وآخر أهل النار خروجًا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال: عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فيقول: نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه فيقال له إن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول رب قد عملت أشياء لا أرها هنا فلقد رأيت رسول الله r ضحك حتى بدت نواجذه» رواه مسلم.
وعن روح بن عبادة القيسي حدثنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يُسْألُ عن الورود فقال: نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا أنظر أي ذلك فوق الناس. قال: فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد الأول فالأول ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول: من تنظرون؟ فيقولون ننظر ربنا فيقول: أنا ربكم فيقولون: حتى نظر إليك فيتجلى لهم يضحك قال: فينطلق بهم ويتبعونه ويُعْطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نورًا ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله ثم يطفأ نور المنافقين ثم يجو المؤمنون فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفًا لا يحاسبون ثم الذين يلونهم كأضواء نجم في السماء ثم كذلك ثم تحل الشفاعة ويشفعون حتى يُخرَجُ من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة فيجعلون بفناء الجنة ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل ويذهب حراقه ثم يَسْأَلُ حتى تجعل له الدنيا وعشرة أمثالها. رواه مسلم.
وحدثنا أبو الربيع حدثنا حماد بن زيد قال قلت لعمرو بن دينار أسمعت جابر بن عبد الله يحدث عن رسول الله r: «أن الله يخرج قومًا من النار بالشفاعة قال نعم». رواه البخاري ومسلم.
* * *
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. قال الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]. وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].
تم الكتاب والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وكان الفراغ من جمعه وكتابته يوم السبت الموافق 25/6/1424 هجرية على صاحبها الذي هو خير البرية أفضل الصلاة وأزكى تحية.
وإن
تجد عيبًا فسد الخللا |
|
|
|
فجل
من لا عيب فيه وعلا |
|
ومن
ذا الذي ما أساء قط |
|
|
|
ومن
ذا الذي له الحسنى فقط |
|
* * *
الفهرس
مقدمة 5
باب إذا وضع الميت في قبره 6
باب عذاب القبر 7
باب عرض مقعد الميت عليه من الجنة أو النار 8
باب صفة القيامة 8
باب البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة 10
باب الحشر وكيف يحشر الناس 10
باب الحساب وأن من نوقش الحساب هلك 12
باب القصاص يوم القيامة 13
باب نزل أهل الجنة 14
باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبًا 14
باب يحشر الكافر على وجهه 15
باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وصبغ أشدهم بؤسًا في الجنة 15
باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا 16
باب لن يدخل أحد الجنة بعمله 16
باب إثبات حوض نبينا r وصفاته 17
باب الشفاعة وإخراج الموحدين من النار 18
باب الصراط جسر جهنم 23
باب آخر أهل النار خروجًا منها 29
باب شدة حر جهنم وبُعد قعرها وعظم أهلها 30
باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء 31
باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء 32
باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار 33
باب جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه 33
باب أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة 34
باب أهون أهل النار عذابًا أبو طالب 34
باب أن من مات على الكفر لا ينفعه عمله 35
باب أحاديث متفرقة فيها التخويف من النار 35
باب قوله تعالى لآدم: أخرج بعث أهل النار 36
باب ذبح الموت بين الجنة والنار 38
باب يقوم مؤذن فيقول: يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت 38
باب سعة ما بين المصراعين من مصاريع الجنة 39
باب صفة الجنة ونعيمها وما أعده الله لعباده الصالحين فيها 39
باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها 41
باب إحلال الرضوان على أهل الجنة 42
باب درجات الجنة 42
باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف من فوقهم 43
باب سوق الجنة 43
باب أول من زمرة تدخل الجنة وصفاتهم وأزواجهم 44
باب في صفات الجنة وأهلها وتسبيحهم فيها بكرة وعشيا 45
باب في دوام نعيم أهل الجنة 46
باب صفة خيام الجنة وما للمؤمن فيها من الأهل 46
باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير 47
باب كل من يدخل الجنة على صورة آدم 47
باب نوعي الجنة وإثبات رؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى في الآخرة 48
باب دخول طوائف من أمة محمد الجنة بغير حساب ولا عذاب 49
باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة 50
باب آخر من يدخل الجنة 51
باب أدنى أهل الجنة منزل فيها 52
الخاتمة 57
الفهرس 58
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق